شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: الخطيب دعا الجميع لمواجهة المرحلة المقبلة بأقصى حالات التضامن: للتعجيل بتشكيل الحكومة - الخليج الان ليوم الجمعة 7 فبراير 2025 02:12 مساءً
أشار نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" العلّامة الشّيخ علي الخطيب، إلى أنّ "الشّعور بالانتماء إلى الجماعة المؤمنة، بما تحمله من قيم إلهيّة وإنسانيّة، وما تسعى إليه من أهداف كتحقيق العدالة ومواجهة الظّلم والعدوان، هي العناصر الأساسيّة الّتي نتمكّن معها من مواجهة الأخطار المصيريّة الّتي تواجه بلدنا وأمّتنا في هذه الأوقات المصيريّة، الّتي أفتقدنا فيها هذه العناصر، وفي مقدّمها عنصر الشّعور بالانتماء إلى الجماعة والأمّة، بل الشّعور بالانتماء الوطني، وطغى علينا الشعور بالانتماء الطائفي والمذهبي، ما أدّى إلى التّصادم الدّاخلي؛ وبذلك نعيش همومنا متفرّقين".
ولفت، خلال إلقائه خطبة الجمعة في مقرّ المجلس على طريق المطار، إلى أنّ "منطقتنا تمرُّ في مرحلة دقيقة للغاية في ظلّ المشاريع الأميركيّة الجهنميّة، وأبرزها ما أعلن عنه الرّئيس الأميركي من مقترح لتهجير أهل غزة إلى مصر والأردن وأماكن أخرى".
وركّز الخطيب على أنّ "هذه المشاريع لا يمكن أن تحقّق الاستقرار في الشّرق الأوسط، ولا يمكن أن يبقى لبنان بمنأى عنها، فهو ليس جزيرةً معزولةً كما يحلم البعض، وذلك انطلاقًا من موقعه الجغرافي والسّياسي، فضلًا عن استضافته ما يعادل ثلث سكانه من اللّاجئين الفلسطينيّين والسّوريّين".
وأبدى خشيته من أن "تشمل "الأماكن الأخرى" الّتي تحدّث عنها الرّئيس الأميركي، وطننا لبنان، فضلًا عن مصر والأردن. فمن يعتقد أنّ لبنان بعيد عن غزة وأهلها، نُعيده بالذّاكرة إلى العام 1992، يوم أَبعد الكيان الصّهيوني 415 فلسطينيًّا إلى لبنان من غزّة والضفّة الغربيّة، وكان بينهم قياديّون من أمثال الرّاحلين إسماعيل هنية وعبد العزيز الرنتيسي. وقد خيّم هؤلاء لمدّة سنة في منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان، ثمّ عادوا بضغط دولي، فاغتيل منهم من اغتيل واعتُقل من اعتُقل".
كما شدّد على أنّه "في حال سَلِمَ لبنان من مشروع التّهجير الأميركي للفلسطينيّين من غزة والضفّة الغربيّة، هل سأل اللّبنانيّون أنفسهم عن مصير الفلسطينيّين على أرضه، في ظلّ مشروع التّوطين الّذي يستيقظ مع كلّ مرحلة من مراحل الصّراع؟".
ودعا الخطيب إلى "التّعجيل في تشكيل الحكومة الجديدة وانتظام المؤسّسات، وتجاوز كلّ الخلافات اللّبنانيّة الدّاخليّة، وتجاوز التّدخّلات الخارجيّة الّتي ما برحت تمارس الضّغوط من أجل فرض أجندتها في تأليف الحكومة، وإرسال الرّسائل عبر العدوان الإسرائيلي الّذي تجاوز كلّ الحدود".
وأعرب عن أمله في أن "يتحمّل الجميع مسؤوليّتهم الوطنيّة، من أجل مواجهة المرحلة المقبلة بأقصى حالات التّضامن، لإنقاذ ما تبقّى من وطننا، ولا سيّما أنّنا على أبواب موعد جديد لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي عن جنوبنا الغالي في الثّامن عشر من الشّهر الحالي".
وختم: "من هنا نُكرّر القول بالدّولة القويّة العادلة الّتي تَفرض حضورها انطلاقًا من حدودنا مع الكيان الصّهيوني، فتحمي أهلنا الّذين عانوا الأمرَّين منذ نصف قرن من الزّمن، نتيجة غياب هذه الدّولة".