نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: اختفاء «اللاعب السوبر» عن «دورينا»مقدرات فنية أم أسباب تكتيكية؟ - الخليج الان اليوم الجمعة 7 فبراير 2025 11:13 مساءً
يبدو كما هو واضح خلال الموسم الحالي غياب اللاعب «السوبر» عن أندية «دورينا» والذي يحرز الأهداف، ويصنعها ويراوغ ويقدم ما يمتع عشاق كرة القدم من فن كروي بموهبته العالية، ويكون مصدر أمل لجماهير ناديه في إمكان تعديل النتيجة حتى الثانية الأخيرة، بخلاف المواسم السابقة التي قدمت عديداً من الأسماء البارزة التي كانت تصنع الفارق.
ويكون توقيعها وحضورها مؤثراً في جميع المباريات، وجاذباً للمدرجات ويسهم بشكل واضح في ارتفاع نسبة المشاهدة، وهنالك نجوم، كان لهم القدح المعلى في صعود فرقهم لمنصات التتويج وعودتها لمعانقة البطولات بعد غياب السنوات.
ولكن في الموسم الحالي، اختفى النجوم، وصارت المستويات بين لاعبي الصف الأول متقاربة في معظم الفرق، ليكون السؤال: لماذا اختفى اللاعب السوبر عن ملاعبنا؟ وهل عدم وجود أسماء رنانة يخدم مصلحة الكرة أم يضر بها؟
هذا ما طرحته «الخليج الان» على عدد من الشخصيات الرياضية البارزة، لمعرفة السبب ومدى تأثير غياب «السوبر» عن أندية «دورينا» في ظاهرة واضحة تستحق التوقف عندها.
ضغوط نفسية
قال صالح إسماعيل الحمادي، لاعب منتخبنا الوطني سابقاً، إن هنالك عدة أسباب أدت إلى غياب اللاعب النجم عن الأندية، منها عدم الاختيار الصحيح للأجانب.
والضغوط النفسية التي يعانيها اللاعبون، ذاكراً أن هنالك أسماء كبيرة حينما تخفق في مباراة واحدة تتعرض للانتقاد ويتم تحويلها إلى الدكة مباشرة، وأشار أيضاً إلى عدم ثبات التشكيل، مبيناً أنه يؤثر حتى في اللاعب المتميز الذي يمكن أن يكون نجماً وسط زملائه.
وأضاف: في رأيي أن ضغط المباريات يؤثر كذلك في مردود المستوى لأن اللاعب أصبح يشارك مع ناديه في عدة منافسات محلية وخارجية ويشارك مع المنتخب الوطني، وهذا يحدث من دون توقف ومن المؤكد أنه يؤثر في اللاعب فنياً وبدنياً.
وعد صالح إسماعيل أن لغياب النجم تأثيره السلبي في الفرق من النواحي كافة، لأن اللاعب «السوبر» يسهم في تحقيق العديد من الانتصارات ويمنح فريقه قوة كبيرة أمام المنافسين.
كما أن غيابه يؤثر في الحضور الجماهيري، ذاكراً أن الكثير من الجماهير يشجعها ويجذبها للمدرجات وجود اللاعب المتميز الذي يقدم مستويات عالية.
اللعب الدفاعي
ويقر حسن إبراهيم المدرب والمحلل الرياضي، بعدم وجود نجوم وسط أندية «دورينا» في الموسم الحالي، بخلاف المواسم السابقة التي كان بها لاعبون يتألقون مع فرقهم ويقودونها لتحقيق الانتصارات مثل لابا مع العين وعلي مبخوت مع الجزيرة الذي انتقل منه للنصر وكذلك ليما لاعب الوصل، وأضاف: أعتقد بأن هذا التراجع نتاج عدم التدقيق في التعاقدات.
إضافة إلى سبب فني يتمثل في اعتماد الفرق على اللعب الدفاعي والجماعي، وهما سلاحان يلغيان وجود النجم. وأردف قائلاً: المقولة السائدة في كرة القدم إنها «لعبة جماعية».
ولكنني أقول دائماً إن هذا غير صحيح لأنها لعبة فردية أيضاً، تتطلب وجود لاعب ساحر وموهوب لديه القدرة على الحلول الفردية حينما لا يأتي الحل باللعب الجماعي، وفي كرة القدم من يسجل لاعب واحد وليس كل الفريق.
وأشار إبراهيم إلى أن هنالك بعض العناصر التي تمتلك الموهبة ولديها القدرة على أن تكون الأبرز والأكثر تأثيراً مثل حارب سهيل مع شباب الأهلي الذي يمتلك مواصفات اللاعب السوبر وعلي صالح لاعب الوصل، لأنهما يمتلكان الموهبة ويستحقان أن نقدم لهما كل الدعم حتى يكونا الأبرز لأنهما مستقبل كرة القدم في الإمارات.
وتابع : كذلك هنالك لاعبون جيدون من الأجانب ولكنني أطلق عليهم لاعبي المنظومة، هؤلاء يعتمدون على الفريق بشكل كامل، حينما تتألق المجموعة يتألقون وحينما تخفق يخفقون، وأمثالهم لا يمتلكون الحلول الفردية المطلوبة.
نجومية ميسي
وانتقد خالد عبيد المحلل والناقد الرياضي، غياب النجوم البارزين عن أندية المحترفين، وقال إن ذلك يعد ناحية سلبية، لأن اللاعب السوبر مهم في الفريق وهو الذي يحسم نتائج المباريات، ويجد الحلول الفردية أمام الأندية التي تعتمد على الأسلوب الدفاعي سواء بالتمريرات الذكية أو المراوغات أو إحراز الأهداف.
وأضاف: صحيح أن كرة القدم لعبة جماعية ولكن هل أصبح ميسي نجماً لأنه كان يعتمد على زملائه أم لأنه كان يقدم الحل الفردي؟
ميسي صنع نجوميته لأن ما يفعله لا يفعله لاعب آخر، النجم هو الذي يتمركز جيداً في الملعب ويراوغ ويحرز الأهداف ويكسر تماسك الدفاع، ومثله مطلوب بشدة وتأثيره دائماً يكون إيجابياً وغيابه يترك تأثيراً سلبياً.
وأشار عبيد إلى أن تراجع مستوى النجوم، ظهر في بعض الفرق في الموسم الحالي وقال: العين تراجع لأن رحيمي الذي كان يصنع الفارق في الموسم الماضي ليس رحيمي في الموسم الحالي وكذلك الحال مع لابا، حتى الوصل الذي فاز بالثنائية في الموسم الماضي، تأثر بتراجع مستوى ليما .
وعلي صالح وخمينيز الذين كانوا جميعاً لاعبين «سوبر»، يصنعون الفارق ويقدمون الحلول ويخترقون دفاعات المنافسين، ولكن الفريق حالياً من دون نجم مؤثر لذلك يعاني النتائج السلبية، أما بقية الأسماء البارزة فتتألق في مباراة وتتراجع في مباراتين.
وأشار عبيد إلى أن النجم غائب حتى عن الشارقة المنافس في اللقب، لأنه يعتمد على الأسلوب الجماعي واللعب الدفاعي، وأن ذلك جعله يتفوق على منافسيه بصعوبة بهدف وهدفين، من دون أن يحقق النتائج الكبيرة التي لا تأتي إلا في وجود النجوم.
وعد المحلل والناقد الرياضي خالد عبيد أن أفضل لاعب سوبر في «دورينا» حالياً سردار مهاجم شباب الأهلي، ذاكراً أنه الوحيد الذي يتألق في معظم مشاركاته ولديه القدرة دائماً على خلق الفرص وإحراز الأهداف.
عناصر مميزة
فيما يرى أحمد سعيد المرزوقي، مدير الجزيرة سابقاً، المحلل الرياضي حالياً، أن هنالك لاعبين متميزين في دوري المحترفين، مثل بالا «شباب الأهلي»، وكايو «الشارقة»، اناتول «البطائح» وخريبين «الوحدة»، ذاكراً أن هذه الأسماء وغيرها تقدم مستويات متميزة، وإن لم تصل إلى مستوى «السوبر».
وأضاف: هنالك توجه عام في كرة القدم، بالتركيز على اللعب الجماعي أكثر من الفردي، هذا يحدث عالمياً وليس في «دورينا» فقط، والملاحظ أن أندية عالمية كبيرة، مثل برشلونة وريال مدريد وليفربول، وغيرها تعتمد على الهجوم بغير لاعب واحد، وتلعب بثلاثة لاعبين مع عدم وجود رأس حربة صريح، هذا الأسلوب بالتأكيد يؤثر في ظهور نجم واحد.
وأشار أحمد سعيد إلى أن جماعية كرة القدم تتضح في إحراز الظهير الأهداف، ذاكراً أن الفرق أصبحت تبحث عن الظهير الذي يحرز الأهداف ويصنعها.
وكذلك عناصر بقية خط الدفاع، وأضاف: بعد رحيل ميسي عن برشلونة وكريستيانو عن ريال مدريد بدأت ظاهرة «السوبر» تختفي، لما فيها من ظلم كبير يجعل كل الأضواء على لاعب واحد.
وعد مدير الجزيرة سابقاً، أن عدم وجود النجم السوبر في «دورينا» له نواحٍ سلبية، منها جعل الفرق تفتقد اللاعب الذي يحسم المباريات في بعض الأوقات الصعبة، ومن الإيجابيات التركيز على المجموعة وليس على لاعب واحد.
ظاهرة عالمية
ويرى المدرب التونسي نور الدين العبيدي، أن ظاهرة اختفاء النجم السوبر، ليست في الدوري الإماراتي فقط ولكن حتى عالمياً، وقال: في السابق كانت الأندية تعتمد على لاعب نجم يصنع الفارق سواء بإحرازه الأهداف أو صناعتها، ويكون سبباً في حضور الجماهير لمشاهدة لمساته الفنية العالية ومراوغاته وتسديداته، أما حالياً فطرائق اللعب اختلفت عن السابق.
والتكتيك يعتمد على تقييد اللاعبين بالمنظومة الدفاعية، ما يحد من ظهور أصحاب المواهب العالية بالشكل اللافت، سابقاً المهاجم كان يوفر كل طاقته وتركيزه لدوره الهجومي وإحراز الأهداف، أما الآن فإن المهاجم له أدوار دفاعية بنسبة 30 %.
وأكد العبيدي أن غياب النجم ليس من مصلحة كرة القدم، لأنه من يصنع الفارق ويقدم المتعة الكروية التي يريدها الجمهور ويعطي الأندية وكل المنافسات قيمة أكبر ويسهم بشكل وافر في حصد البطولات.
وأضاف: على الرغم من التحول الكبير في طرائق اللعب لكن يبقى وجود الـ«سوبر» مهماً ومؤثراً، ولذلك أسعار «النجوم» عالية في ملاعب كرة القدم والإقبال عليهم كبير مع التأكيد على وجود شح في الملاعب محلياً وعالمياً في الوقت الراهن، وكما أشرت فإن أسلوب اللعب والتركيز الدفاعي من أهم هذه الأسباب.
سببان رئيسان
قال المدرب محمد سعيد الطنيجي إنه لا يمكن حصر أسباب اختفاء اللاعب السوبر عن ملاعبنا في الموسم الحالي في نقطة بعينها لأن هنالك أسباباً مختلفة، وأضاف: في اعتقادي أن هنالك سببين رئيسين، يأتيان في المقدمة، الأول يعود لشخصية اللاعب نفسه وقدرته على تطوير قدراته وأن يقدم نفسه قائداً ونجماً، والثاني طريقة اللعب التي تعتمد عليها الفرق.
والتي تقود مباشرة إلى عدم ظهور نجوم بارزين، لأن طريقة اللعب الحديثة تساعد على تعدد النجوم في الفريق واللعب الجماعي من دون الاعتماد على واحد.
وأكد الطنيجي أن غياب النجم له تأثير سلبي لأنه يفقد الجماهير المتعة والشغف، ذاكراً أن الجمهور اعتاد دائماً أن يكون لديه نجم يثق بقدراته الكروية يشاهده باستمرار قائداً لفريقه إلى الانتصارات ومنصات التتويج في أصعب الظروف، كما أن وجوده من دون شك يمنح الفرق القدرة على تعديل النتيجة طوال عمر المباريات بما يمتلكه من مهارات وإمكانات فنية تميزه عن الآخرين.