نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ناسا تتعقب كوكباً غامضاً على بعد 48 سنة ضوئية من "حامل الثعبان" - الخليج الان اليوم السبت 8 فبراير 2025 10:38 صباحاً
رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا اكتشافًا مذهلًا، ليس عن كوكب الزهرة أو القمر أو المشتري أو زحل، بل عن كوكب خارجي أُطلق عليه اسم GJ 1214 b، الواقع على بعد 48 سنة ضوئية من "حامل الثعبان".
تم تصنيف هذا الكوكب ضمن فئة "الكواكب الفرعية لنبتون" بسبب حجمه المتوسط بين الأرض ونبتون، وقام مئات العلماء الذين يراقبون هذا الكوكب منذ أكثر من عقد بدراسة تركيبه، وها هم يكشفون لنا ما توصلوا إليه عن هذا الاكتشاف المهم.
ما هو تلسكوب جيمس ويب؟
يُعتبر تلسكوب جيمس ويب الفضائي الأكثر تطورًا على الإطلاق، وهو ثمرة تعاون بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ووكالة الفضاء الكندية (CSA)، تم تصميمه لرصد الكون عبر الأشعة تحت الحمراء، ما يسمح بمراقبة النجوم والمجرات التي لم تعد موجودة في الوقت الحالي.
بفضل مرآته الضخمة التي يبلغ قطرها 6.5 أمتار، يمكنه التقاط كميات هائلة من الضوء، ما يجعله أداة فريدة لاستكشاف أعماق الكون، يقع التلسكوب على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، وكان له دور رئيسي في هذا الاكتشاف.
لماذا تُسمى هذه الكواكب بـ"نبتون الفرعية"؟
تُطلق هذه التسمية على الكواكب التي تقع في حجم متوسط بين الأرض ونبتون، حيث تكون أصغر من نبتون ولكن أكبر من الأرض. تتميز هذه الكواكب بتركيبات متنوعة، إما غازية مثل نبتون أو صخرية مثل الأرض.
فك أسرار كوكب GJ 1214 b
يقع هذا الكوكب على بعد 48 سنة ضوئية من كوكبة الحواء، (كوكبة الحواء، المعروفة أيضًا باسم “حامل الثعبان” (Ophiuchus)، هي كوكبة تمر عبر دائرة البروج وتقع بين كوكبتي العقرب والرامي. تظهر في سماء النصف الشمالي للكرة الأرضية خلال فصل الصيف، وفي سماء النصف الجنوبي خلال فصل الشتاء، تحتوي كوكبة الحواء على العديد من النجوم البارزة، مثل نجم “رأس الحواء” (α Ophiuchi) الذي يُعتبر ألمع نجومها، كما تحتوي على عدة تجمعات نجمية وسدم يمكن رؤيتها بالتلسكوبات، مثل السديم الكوكبي NGC 6369 والتجمع النجمي M102).
وقد كان هذا الكوكب لغزًا محيرًا للعلماء بسبب طبقة السحب الكثيفة التي تحيط به، مما جعل مراقبته صعبة. بفضل تقنية الأشعة تحت الحمراء في تلسكوب جيمس ويب، تمكن العلماء من إنشاء خريطة حرارية مفصلة للكوكب، كشفت عن اختلافات كبيرة بين جانبي النهار والليل.
كما أظهرت البيانات أن الغلاف الجوي للكوكب يعكس كمية كبيرة من الضوء من نجمه المضيف، ويتكون بشكل رئيسي من الماء والميثان، مما يشير إلى وجود مصادر مائية.
تُعد الكواكب الفرعية لنبتون من أكثر الكواكب انتشارًا في المجرة، لكنها لا تزال تحمل الكثير من الأسرار حول تركيبها.
يعتبر اكتشاف GJ 1214 b خطوة مهمة نحو فهم هذه الفئة من الكواكب. يشير العلماء إلى أن هذا الكوكب قد يكون عالمًا مائيًا، إما بسبب محيطات شاسعة أو غلاف جوي مشبع ببخار الماء، مما يجعله موضوعًا رئيسيًا في الدراسات الفلكية.
هل يشبه أيًا من كواكبنا؟
قام العلماء بمقارنة تركيب الغلاف الجوي لهذا الكوكب مع كواكب أخرى، مثل الزهرة، التي تتمتع بغلاف جوي كثيف من ثاني أكسيد الكربون. هذه المقارنات تساعد في فهم تأثير الاحتباس الحراري والتطور المحتمل للكواكب الخارجية.
كما أشار الباحثون إلى أن هذه الكواكب الفرعية لنبتون تحتوي على أغلفة جوية غنية بالكربون، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى دراستها.
التحديات المستقبلية
يُعتبر اكتشاف GJ 1214 b تحديًا كبيرًا للنظريات الحالية حول تشكل الكواكب. يقول العلماء إن هذا الاكتشاف يفتح أبوابًا جديدة في مجال الفيزياء الفلكية، لكنه يطرح أيضًا أسئلة جديدة: ما هي التحديات الأخرى التي ستواجهنا في استكشاف الكون؟