صورة «البرهان» وطفل الحصاحيصا تشعل الأسافير - الخليج الان

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: صورة «البرهان» وطفل الحصاحيصا تشعل الأسافير - الخليج الان اليوم السبت 8 فبراير 2025 01:54 مساءً

كتب – محمد جمال قندول

الصغير الذي ظهر فى الصورة مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة في مدينة الحصاحيصا التي تحررت من دنس الميليشيا الإجرامية، له بالطبع آمالٌ وتطلعات لم يكن يعلم إجاباتها مع كابوس الحرب، ولكن الأكيد أنّها ـ اي الصورة- حُظيت بتداول واسع، وهي أبلغ تعبير عن امتنان الشعب للرئيس على الوفاء بالوعد بتطهير كل شبرٍ من التمرد.

معانقة الشعب

الناظر لتعابير هذه الصورة، يلتمس بوضوح دفء المشاعر والأحاسيس بين الرئيس وشعبه حتى أطفاله.

يكفي أنّ الرجل يجول ويصول فور تحرير المناطق غير آبهٍ بأية ترتيباتٍ أمنية، فهمه معانقة الشعب.

قطعًا بعد أن ذهب موكب الرئيس، سيكون للطفل أسئلة لن يكون لها إجابات، على الأقل على المدى القريب، وهنا تستحضر الذاكرة الأهزوجة الشعبية التي كان يُتغنى بها للأطفال في مطلع التسعينيات (يا طالع الشجرة جيب لي معاك بقرة.. أطفالنا نور العين الغيمة والمطرة.. جيب لي معاك كتاب أطفالنا تقراهُ.. جيب لي معاك علاج لو درنا نلقــــاه.. وحليب كتير بالحيل موجود وبي وفرة)..

هذه الأهزوجة ربما تعود وإن كان في خواطر الناس والبلاد على أعتاب تحديات ماثلة قد تكون أعقد من الحرب نفسها، إذ يتطلب ضرورة تكاتف السودانيين حول مشروع وطني، وإعلاء القيمة الوطنية، والالتفاف حول القيادة، والتي بدورها ستكون مجابهة بتحديات الإعمار والبناء، فالسودان ما بعد انقشاع كابوس الميليشيا لن يكون كما كان قبل 15 أبريل.

مواسم الفرح

ومع مواسم الفرح بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة وقرب التحرير الكامل للعاصمة ودحر الميليشيا في الجزيرة وقبلها سنار، تبقى صورة هذا الطفل، وكذلك المشهد المتداول حول هروب قوات التمرد بجسر جبل أولياء الذي تكدس بالعربات المحملة بالحسرة بعد تدمير مشروع آل دقلو الظلامي وغنائم الحرب هي أبرز مشهدين يحملان الكثير من المعاني والعبر، إذ يكفي أنّ الجيش استطاع هزيمة ميليشيا مدججة بالسلاح والغطاء الإقليمي والدولي، وذلك بفضل أنّ للجيش عقيدة وللقوات المساندة لها بلا استثناء عزيمة لا تقهر وعنوان واحد السودان وسيادة الدولة وكرامة الشعب، وللأخيرة أكثر من عنوان يستدل به، وليس ببعيد تحرير “القيادة العامة” ذلك المقر التاريخي عرين الأبطال الذي زرناه يوم العرس بفك الحصار، ووجدنا هيئة قيادة الجيش والضباط والجنود في قمة المعنويات رغم الحصار والظروف التي مروا بها.

جولات مكوكية

وأطل البرهان في جولات مكوكية خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ظل الرجل يزور مناطق العمليات بشجاعة نادرة، بل ينزل ويعانق الشعب ويقابل الناس.

الاستقبالات الحاشدة والعفوية التي يحظى بها رئيس مجلس السيادة دلالة واضحة على أنّ الرجل الداهية له رصيد شعبي يصعب تجاوزه وله فرص واسعة الآن لقيادة البلاد لسنوات قادمة، وإن كان المطلوب منهم تشكيل حكومة وتسمية رئيس وزراء والتركيز على البناء والإعمار بعيدًا عن رغبات السياسيين وقريبًا من المواطنين الذين قطعًا أصبحوا في حوجات كثيرة، فهؤلاء الذين سيعودون لمنازلهم بولايتي الخرطوم والجزيرة سيجدونها خاوية على عروشها، والمدارس في حالة يرثى لها، والمستشفيات نهبت، والمقار الحكومية سرقت، وبالتالي، على البرهان تحديات إعادة صياغة الدولة السودانية لعهد جديد وأولويات جديدة للشعب.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.