استراتيجيات موجهة إلى بعض الماركسيين المغاربة: ورطة أعداء الوحدة الوطنية - الخليج الان

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: استراتيجيات موجهة إلى بعض الماركسيين المغاربة: ورطة أعداء الوحدة الوطنية - الخليج الان اليوم الأحد 9 فبراير 2025 01:15 مساءً

15 ساعات 2 دقيقة مضت

بقلم الأستاذ فؤاد الزكيك

في عصر تشتد فيه التحديات السياسية والاقتصادية على مستوى العالم، تتوحد الشعوب والدول لمواجهة هذه التحديات بروح التضامن والتمسك بالمصالح المشتركة.

ومع ذلك، في بعض أركان وطننا العربي-الأمازيغي، ما يزال هناك من يرفع راية الانفصال ويتبنى خطابًا يستفز الوحدة الوطنية، في محاولاتٍ تُصنَّف، وبصورة مؤسفة، في خانة "التحريض المستمر".

إن النظام الجزائري، الذي يعاني من ترهل داخلي، يحاول عبر أذرعه الخفية تصدير أزماته المرتبطة بالهوية والمبدأ إلى بعض الحواضن في بلداننا، بما في ذلك بعض الأفراد والجماعات التي تصدح بمواقف انفصالية تحت لافتاتٍ متنوعة. ومن المؤسف أن بعض الشرائح الماركسية اللينينية قد وقعت في فخ هذا المخطط، حيث أصبحت أدواتٍ طيعة لخدمة أجندات لا تمت بصلة إلى مصلحة الوطن.

من هذه الزاوية، نجد أن من يُطلق عليهم "المثقفون الصحافيون" من هؤلاء الماركسيين قد أصبحوا بمثابة الواجهة الإعلامية لهذه القوى الخفية. رغم اختلافاتهم النظرية والأيديولوجية، إلا أنهم اجتمعوا على أطروحة واحدة: مسعى الانفصال. وما يزيد من غموض المشهد هو أن هؤلاء الأفراد يجدون الدعم في جمعيات حقوقية، مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي استُخدمت، للأسف، كمنبر لتسويق هذه الأفكار التي تتقاطع مصالحها مع الأطروحات الجزائرية، والتي تضع المغرب في مواجهة مع مصالحه الاستراتيجية في الوحدة الترابية.

إلا أن التجربة التاريخية علمتنا أن الوطن لا يتجزأ، وأن أطروحات التفرقة والتجزئة، مهما بلغت قوتها الظاهرة، ستظل عبئًا على من يحملها. إن تماسك المغاربة، بعمق إيمانهم بوحدة وطنهم، سيظل الحصن الذي يصد كافة محاولات التدخلات الخارجية والنزعات الانفصالية، مهما حاولت الأيدي الخفية أن تعبث بهذا الكيان العظيم.

إنني أدعو جميع القوى الوطنية، سواء من التيارات اليسارية أو الليبرالية أو الإسلامية المعتدلة، إلى وضع اليد في اليد من أجل مصلحة الوطن العليا. علينا أن نكون أكثر وعيًا بمخاطر تلك الحملات التي تروج للفكر الانفصالي، وأن نوحد جهودنا جميعًا للمطالبة بحقوق وطنية مشروعة، وأهمها استكمال الوحدة الجغرافية للمملكة المغربية، بما في ذلك استرجاع الصحراء الشرقية، التي هي جزء لا يتجزأ من أراضينا.

الوطن أكبر من أي تيار أو مجموعة أو حتى مؤسسة، إذ إنه يمثل رمزًا تاريخيًا وثقافيًا يفوق الأبعاد الأيديولوجية الضيقة. لذلك، من واجب كل مغربي غيور على مصير بلاده أن يتصدى لكل من يحاول العبث بوحدته، ويساهم في بناء مغرب موحد، ديمقراطي، تنموي، ومتقدم. ويبقى الوطن هو قدس الأقداس، فوق الجميع، بغض النظر عن الاختلافات.