ليست المرة الأولى .. ماذا حدث في الرسوم الجمركية الأمريكية قبل 100 عام؟ - الخليج الان

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ليست المرة الأولى .. ماذا حدث في الرسوم الجمركية الأمريكية قبل 100 عام؟ - الخليج الان اليوم الاثنين 10 فبراير 2025 06:59 صباحاً

في ثلاثينات القرن العشرين، حاولت الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية مرتفعة في إطار قانون سموت-هاولي، والذي أدى إلى عواقب اقتصادية وخيمة، اليوم، يعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إحياء هذه السياسة من خلال فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، مع الحفاظ على رسوم بنسبة 10% على الواردات الصينية، بينما لا يزال الاتحاد الأوروبي على قائمة أهدافه.

ترامب، الذي وصف "التعريفات الجمركية" بأنها "الكلمة الأكثر جمالاً في القاموس"، قد يرغب في مراجعة التاريخ قبل المضي قدماً في سياسته الحمائية، ففي عام 1930، أدى قانون سموت-هاولي إلى زيادة الرسوم الجمركية على آلاف السلع المستوردة بنسبة وصلت إلى 40% في المتوسط، ما تسبب في انخفاض حاد في التجارة الدولية وساهم في تفاقم الكساد الكبير.

يقول بول كروجمان، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، إن الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب تعكس تغييراً جذرياً في السياسة التجارية الأمريكية التي استمرت لمدة 90 عاماً، ففي البداية، كان الهدف من قانون سموت-هاولي دعم المزارعين الأمريكيين وحمايتهم من المنافسة الأجنبية، وهي أهداف مشابهة لتلك التي يروج لها أنصار ترامب اليوم.

ومع ذلك، أدت هذه السياسة إلى ردود فعل انتقامية من الدول الأخرى، ما أدى إلى انخفاض التجارة العالمية بنسبة 25% وساهم في خلق الظروف الاقتصادية التي مهدت للحرب العالمية الثانية، كما أدت هذه الإجراءات إلى نقل السيطرة على السياسة التجارية من الكونغرس إلى الرئيس بعد أربع سنوات فقط، بسبب اعتبارها متهورة.

اليوم، يواجه ترامب تحدياً سياسياً يتمثل في الحفاظ على توازن بين أنصاره الذين يرفضون التجارة الحرة وشركات التكنولوجيا العملاقة التي تعتمد على سلاسل التوريد العالمية.

وقد حذر ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، من أن أمريكا لن تسمح بعد الآن بـ"صفقات تجارية غير متوازنة".

في الوقت نفسه، تشير تقديرات معهد بيترسون للاقتصاد الدولي إلى أن الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب قد تكلف الأسرة الأمريكية المتوسطة أكثر من 1200 دولار سنوياً. ومع ذلك، لا يزال الدعم الشعبي للرسوم الجمركية منقسماً، حيث يؤيدها 52% من الأمريكيين بشكل عام، مع تأييد 74% من الجمهوريين و34% فقط من الديمقراطيين.

قد تكون الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب مجرد بداية لحرب تجارية أوسع نطاقاً، قد تمتد إلى أوروبا وخارجها. وفي النهاية، سيحدد الناخبون الأمريكيون ما إذا كانوا مستعدين لتحمل التكاليف الاقتصادية لسياسة ترامب الحمائية. إذا تكررت أحداث ثلاثينات القرن العشرين، فقد تكون العواقب الاقتصادية قاتمة