بسبب الرسوم الجمركية.. الحرب التجارية تشتعل والعالم ينتفض ضد قرارات ترامب - الخليج الان

تتسارع وتيرة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى على خلفية  الرسوم الجمركية  التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما أثار ردود فعل غاضبة من مختلف الاقتصادات الكبرى في العالم. 

هذه الحرب التجارية التي تلوح في الأفق تهدد بتقويض الاستقرار الاقتصادي العالمي، وسط تحذيرات من آثارها السلبية على التجارة الدولية، وزيادة التضخم، إضافة إلى استعداد العديد من الدول لاتخاذ تدابير مضادة لحماية مصالحها الاقتصادية.

الآثار السلبية على التضخم والاقتصادات العالمية

في مواجهة هذه الإجراءات، حذر الاتحاد الأوروبي من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة، حيث أشار إلى أنها ستؤدي إلى زيادة التضخم في دول الاتحاد الأوروبي. وقالت أورسولا فون دير لايين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن هذه الرسوم "غير المبررة" ستهدد الأسواق الأوروبية، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاستيراد على المنتجات الأمريكية، وهو ما سيؤثر بدوره على الاقتصاد الأوروبي. 

وتابعت قائلة إن الاتحاد الأوروبي لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الإجراءات، بل سيبذل قصارى جهده لردعها وحماية مصالح الدول الأعضاء.

الرد الأوروبي والتنسيق مع دول الخليج

يأتي تصاعد هذه التوترات التجارية في وقت حساس بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي يسعى للحفاظ على استقرار اقتصاده وسط هذه الضغوط. 

وفي تصريحات لوزير الصناعة الفرنسي، حذر من أن الرسوم الجمركية قد تلحق أضرارًا بصناعة بلاده، وطالب أوروبا بالرد بشكل موحد. 

كذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي عن استعداد بلاده لدعوة الاتحاد الأوروبي لاتخاذ رد فعل موحد على القرار الأمريكي، مشيرًا إلى أن هذه السياسات لا تؤثر فقط على العلاقات التجارية الأمريكية الأوروبية، بل تهدد التجارة الدولية بشكل عام.

ومن جهته، أكد مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي أن التكتل الأوروبي يعتزم تعزيز علاقاته التجارية مع دول الخليج لتعويض الآثار السلبية التي قد تنشأ بسبب السياسات الأمريكية. وفي هذا الإطار، تسعى أوروبا لبناء تحالفات جديدة لتخفيف تأثيرات الرسوم الجمركية الأمريكية على اقتصاداتها.

تصعيد الحرب التجارية: ردود فعل من كوريا الجنوبية ودول أخرى

الحرب التجارية لم تقتصر على ردود فعل الاتحاد الأوروبي فقط، بل امتدت أيضًا إلى دول أخرى من بينها كوريا الجنوبية.

حيث أعلنت الحكومة الكورية الجنوبية أنها سترد على الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على صادراتها من الصلب والألمنيوم. 

ووصفت وزارة التجارة الكورية الجنوبية الرسوم بأنها "مؤذية" وستؤثر على صناعاتها الثقيلة التي تشكل جزءًا كبيرًا من الاقتصاد الوطني.

مستقبل العلاقات التجارية العالمية

من المتوقع أن تستمر تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى ما بعد هذا التصعيد الأخير، مما يثير قلق الخبراء بشأن التأثيرات المحتملة على أسواق السلع، خاصة فيما يتعلق بزيادة أسعار السلع الأساسية نتيجة لارتفاع تكاليف الاستيراد.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتقوية وضعها الاقتصادي من خلال فرض الرسوم الجمركية، فإن تصاعد هذه الحرب يعكس تحولًا كبيرًا في طبيعة العلاقات التجارية العالمية، حيث يمكن أن يؤدي إلى تحولات جذرية في سياسات التجارة الدولية. 

وبينما يواصل الاتحاد الأوروبي ودول أخرى التصدي لهذه السياسات، يبقى السؤال الأبرز: هل سيتمكن العالم من تجنب تدهور العلاقات التجارية بشكل أكبر، أم أن هذه الحرب ستسفر عن أضرار طويلة الأمد للاقتصاد العالمي؟