نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: اللون الأزرق .. الحلقة المفقودة التي غيرت تاريخ التكنولوجيا - الخليج الان اليوم الأربعاء 12 فبراير 2025 07:30 صباحاً
بعض الاختراعات، رغم صغر حجمها، قد تُحدث تغييرات جذرية في العالم، ومن بين هذه الاختراعات، يبرز "المصباح الأزرق" الذي قد يبدو للوهلة الأولى بسيطاً، إلا أن اكتشافه كان بمثابة نقلة نوعية غيرت وجه التكنولوجيا الحديثة. فكيف أصبح هذا اللون الأزرق محوراً للتطورات التكنولوجية خلال العقد الماضي؟
تعود القصة إلى الأساسيات البصرية، حيث تتشكل جميع الألوان من ثلاثة ألوان رئيسية: الأحمر، الأخضر، والأزرق، وفي عالم الإضاءة، كان توليد الألوان الأحمر والأخضر أمراً بسيطاً من حيث استهلاك الطاقة، ما أدى إلى ظهور شاشات الأجهزة الصغيرة مثل الحاسبات الإلكترونية وألعاب الفيديو في الثمانينات والتسعينات، إلا أن توليد اللون الأزرق، الذي يُكمل دائرة الألوان الثلاثة (RGB)، ظل تحدياً كبيراً بسبب الطاقة الهائلة التي يتطلبها.
على مدى عقد من الزمن، ظل العلماء يبحثون عن طريقة لإنتاج صمام ثنائي باعث للضوء (LED) أزرق، يكون ساطعاً واقتصادياً في نفس الوقت، لم يكن الهدف مجرد إضافة لون جديد إلى الشاشات أو الإضاءة، بل كان اللون الأزرق هو الحلقة المفقودة في سلسلة الألوان الأساسية التي تتيح توليد جميع الألوان الأخرى.
على الرغم من الجهود الكبيرة، فشل العديد من الباحثين في تحقيق هذا الهدف، مما دفع البعض إلى التخلي عن البحث، معتقدين أن توليد الضوء الأزرق مهمة مستحيلة، لكن العالم الياباني شوجي ناكامورا، مدفوعاً بفضول علمي وإصرار غير عادي، واصل البحث رغم التحديات.
بعد سنوات من التجارب والإخفاقات، نجح ناكامورا أخيراً في إنتاج مصابيح LED زرقاء، مما أحدث ثورة في عالم الإضاءة، بفضل هذا الاكتشاف، أصبح من الممكن إنشاء مصادر ضوء بيضاء أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة مقارنة بالمصابيح التقليدية.
وفي عام 2014، حصل ناكامورا، إلى جانب الباحثين إيسامو أكاساكي وهيروشي أمانو، على جائزة نوبل في الفيزياء تقديراً لاختراعهم.
كان هذا الاكتشاف، الذي تم الإعلان عنه في أوائل التسعينات وبدأ إنتاجه الفعلي في عام 1993، بمثابة البوابة التي فتحت آفاقاً جديدة في عالم التكنولوجيا، من الهواتف الذكية إلى الشاشات عالية الدقة، أصبحت العديد من الابتكارات الحديثة تعتمد بشكل أساسي على هذا الاختراع.
على الرغم من التحديات التي واجهها ناكامورا، بما في ذلك شكوك شركته "نيتشيا" في جدوى استثمارها في أبحاثه بسبب التكلفة العالية، إلا أنه أصر على المضي قدماً، قام بتعديل الأجهزة بنفسه وأجرى سلسلة من التجارب التي أدت في النهاية إلى نجاحه في توليد الضوء الأزرق، مما فتح الباب أمام تطورات تكنولوجية غير مسبوقة في مجالات متعددة.