نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: تهجير الغزيين.. الدمار ذريعة والخطة قديمة - الخليج الان اليوم الأربعاء 12 فبراير 2025 10:46 مساءً
حال أهل غزة اليوم، كالقابض على الجمر، فما بين العودة إلى منازلهم، والتفكير بإصلاح البلاد وتضميد جراح العباد، خرجت لهم أفكار الطرد والتهجير، فظلوا جالسين على فوهة بركان.
وفي استهلال «اليوم التالي» لا يستأنف أهل غزة نسق حياتهم اليومية، خرجوا لتوّهم من حرب طاحنة، ليصطدموا بما يحاك ضدهم من مخططات أمريكية إسرائيلية لترحيلهم عن أرضهم، ولا تبدو في أفقهم أي خيارات سهلة، فقضية التهجير ليست مجرد زوبعة في فنجان، بل يمكن الاستدلال على عمق خطورتها، من كونها فكرة إسرائيلية، لم يكن الحاخام الإسرائيلي «مئير كاهانا» أول أو آخر من ابتدعها.
ورغم كم الدمار الذي لحق بقطاع غزة بفعل الحرب التدميرية، والتي أفقدت ما يزيد على 70 في المئة من السكان منازلهم، إلا أن هناك رفضاً قاطعاً عند الغزيين لفكرة التهجير (طوعاً أو قسراً) وأياً كانت الدولة المراد ترحيلهم إليها.
«هذه الأرض لنا، ولن تكون إلا للفلسطينيين، وما يتم التلويح به من تهجير قسري سينتهي إلى فشل ذريع» قال أحمد المصري، مشدداً على رفض رحيله عن أرض غزة، طبقاً لما يروّج له نتنياهو وترامب.
أبان المصري وقد اعتمر كوفية حمراء، أخفت ملامح وجهه، في مواجهة البرد الشديد الذي يلف غزة: «يحاول ترامب إجبارنا على الرضوخ لأفكاره، بتهجيرنا والسيطرة على قطاع غزة، والآن بدأت أهدافه تتضح من السعي لوقف الحرب، هو أراد التدمير بهدف التهجير، لكن عبثاً».
ويستذكر: «كنت أخطط للسفر خارج فلسطين بعد أن تتوقف الحرب، لكن ليس على طريقة ترامب، والآن أعدت حساباتي، ولن أغادر قطاع غزة، مهما كانت المغريات» مبدياً ارتياحه لمواقف مصر والأردن تحديداً، والإجماع العربي على إفشال مخططات التهجير.
من الوجهة السياسية، يرى الباحث والمحلل السياسي رائد عبد الله، أن ما يطرحه ترامب اليوم، هو في الأصل مشروع إسرائيلي يعود لعقود عدة، وظهر في جولات صراع سابقة، لكنه ما يلبث أن يتوارى في كل مرة، أمام صمود المواطنين على أرضهم.
وحسب عبد الله، فأصحاب الأرض لن يهجروا وطنهم، ولن تنجح مشاريع ترحيلهم منها، وحتى أعنف المجازر وأكثرها فظاعة، لم تفلح في دفع أهل غزة إلى الهجرة، وفق قوله.
وثمة مراقبون يرون في تأخير إعادة إعمار غزة، وتأمين الاحتياجات الضرورية للسكان، ما يدعم المبررات الأمريكية لتهجير أهل غزة، بحسبان القطاع منطقة غير صالحة للحياة، مشددين على أهمية الشروع بعملية إنقاذ وتعافٍ، بما يعين الغزيين على البقاء في أرضهم، ومواجهة مخططات الترحيل.
وربما يستمد مخطط (ترامب نتنياهو) قوته من أن قطاع غزة أصبح مدمراً بالكامل ولا حياة فيه، بل إن هذا من وجهة نظر مراقبين، ما أسال لعابهم على سواحل غزة الغنية بالغاز، وأخرج من القمقم رغباتهم الخفية بترحيل أهل غزة لإحكام السيطرة عليها.
يدلل على ذلك، تلميح ترامب بعدم ضمان صمود اتفاق وقف إطلاق النار، وتلويح نتنياهو بالعودة إلى الحرب، والاستمرار في فرض التجويع من خلال المماطلة في إدخال المساعدات الإغاثية، في محاولة تهدف إلى جعل صراخ الغزيين يعلو، وأوجاعهم تتصاعد، ومن ثم توافق دول عربية على فتح أبوابها أمامهم، فيهاجر السكان، وتخلو لهم غزة.