ردا على ترامب.. خامنئي: إيران غير مذعورة وتطوير الصواريخ أولوية - الخليج الان

في استجابة مباشرة لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول "ذعر إيران"، والتي وصف خلالها الجمهورية الإسلامية بالمذعورة، دعا المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إلى تعزيز وتطوير البرنامج الصاروخي الإيراني. 
وقد جاءت هذه التصريحات في وقت حساس بالنسبة للعلاقات بين إيران والولايات المتحدة، والتي تشهد تدهورًا مستمرًا على خلفية العقوبات والملفات العسكرية المعقدة.
وفي لقاء مع العلماء والمتخصصين في الصناعات الدفاعية، أكد خامنئي ضرورة استمرارية التقدم في مجالات القوة العسكرية، وخاصة في مجال دقة الصواريخ، مشيرًا إلى أن التقدم يجب ألا يتوقف عند أي مرحلة.

خامنئي: الابتكار والإبداع في البرنامج الصاروخي

وخلال اللقاء، شدد خامنئي على أهمية الابتكار والإبداع في تعزيز القدرات العسكرية الإيرانية، قائلًا: "إذا كنتم تريدون استمرار التقدم، فعليكم أن تجعلوا الابتكار هدفكم الأساسي، وأن تركزوا جهودكم على التجديد والإبداع، فهما ضرورة لا غنى عنهما لتحقيق التطور". 
هذه الدعوة تُعتبر رسالة واضحة بأن إيران لن تكتفي بما تحقق في مجال الدفاع، وأنها ستواصل سعيها لتطوير صواريخها بعيدة المدى، وهي خطوة تأكيدية على عدم التراجع أمام الضغوط الغربية.

ردًا على ترامب: إيران غير مذعورة

تجدر الإشارة إلى أن تصريحات خامنئي جاءت بعد مقابلة مع ترامب في قناة "فوكس نيوز"، حيث وصف الأخير إيران بأنها "مذعورة" وترغب بشدة في التوصل إلى اتفاق لتجنب القصف، وذلك في إشارة إلى الهجمات المتكررة التي تعرضت لها منشآت إيرانية في الفترة الأخيرة.
هذه التصريحات من الرئيس الأمريكي لم تكن مستغربة، خاصة في سياق تصاعد التوترات بين البلدين، لكن رد خامنئي كان حاسمًا وواضحًا بأن إيران لا تشعر بالذعر، وأنها ملتزمة بتطوير قوتها العسكرية في وجه أي تهديد.

البرنامج الصاروخي الإيراني: عائق في المفاوضات النووية

برنامج إيران الصاروخي يُعد أحد القضايا المحورية التي تثير الخلافات بين طهران والقوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة. 
ففي حين تسعى الدول الغربية، بقيادة واشنطن، إلى إدراج هذا البرنامج ضمن المفاوضات النووية كجزء من اتفاق شامل، ترفض إيران بشدة ربط هذا الملف بالملف النووي.
وتؤكد طهران أن برنامجها الصاروخي هو جزء من سيادتها الوطنية وأنها لن تتفاوض بشأنه. ومن المتوقع أن يكون هذا الملف أحد القضايا الأساسية في أي محادثات محتملة بين إيران وواشنطن، حيث يبدو أن ترامب قد يضعه على الطاولة في إطار محاولاته لتوسيع نطاق المفاوضات.

المستقبل المجهول: تصعيد أم تهدئة؟

تشير التصريحات الأخيرة من جانب المسؤولين الإيرانيين إلى أن طهران ماضية في تعزيز قدراتها العسكرية، وفي نفس الوقت ترفض أي تدخلات أو ضغوط خارجية للحد من هذه القدرات. 
في حين يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تطور العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران في المستقبل، وهل ستنجح الضغوط الأمريكية في دفع طهران إلى التفاوض حول برنامجها الصاروخي أم أن طهران ستظل متمسكة بمواقفها الثابتة؟
هذه التطورات تعكس حالة من عدم الاستقرار المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتداخل الملفات العسكرية مع السياسية والاقتصادية بشكل معقد، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا في المستقبل القريب.