نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: التعليم بعد 25 عاماً.. هل يحل الذكاء الاصطناعي محل المعلم؟ - الخليج الان اليوم الخميس 13 فبراير 2025 10:31 صباحاً
تفاعلا مع تصريحات معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء في الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية للحكومات 2025 حول مستقبل التعليم بعد 25 عاما في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، حيث سيشهد التعليم خلال الـ25 عاماً المقبلة تحولاً جذرياً مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي قد تجعل من أنظمة التعلم الشخصي واقعاً لكل طالب، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي بمثابة «بروفيسور رقمي» يقدم التعليم وفق احتياجات كل فرد، استطلعت «الخليج الان» آراء خبراء التعليم المشاركين في القمة العالمية للحكومات 2025 ، وتحدثوا عن مستقبل التعليم في ظل هذا التحول الكبير، وهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون بديلاً للمعلم التقليدي، أم أن دوره سيبقى مكملاً لا غنى عنه في العملية التربوية؟ حيث أشار بعضهم إلى ضرورة إعادة النظر في دور المؤسسات التعليمية، بحيث تتحول من أماكن تلقين إلى مراكز تطوير مهارات، تركز على تنمية الإبداع والتفكير النقدي، فيما ركز آخرون على الأخلاقيات والتحديات، التي قد تواجه هذا النموذج الجديد من التعليم.
ومن جهتها أكدت سمية حارب، عضو المجلس الوطني، أهمية التركيز على تعزيز المهارات المستقبلية لدى الطلبة خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن الحاجة إلى تطوير منظومة تعليمية تتوافق مع مهارات الثورة الصناعية الرابعة ومهارات المستقبل، بدءاً من تحديث المناهج وتطوير برامج تطوير وتدريب للمعلمين، وصولاً إلى جودة التعليم والتعليم، موضحة أن التعليم التقليدي لم يعد كافياً في ظل عالم سريع التغير، حيث أصبح الإبداع، والتفكير النقدي، وحل المشكلات من العناصر الأساسية، التي يجب أن تدمج في المناهج الدراسية.
وأضافت: «إن أتمتة العديد من الوظائف بفعل الذكاء الاصطناعي تجعل من الضروري توجيه الطلبة نحو مهارات لا يمكن للآلة استبدالها، مثل القيادة، والتواصل الفعّال، والقدرة على التكيف مع التغيرات المتسارعة في سوق العمل». وقالت: «المعرفة وحدها لم تعد كافية، بل أصبح من الضروري أن نركز على المهارات العملية، التي تتيح للطلبة مواجهة تحديات المستقبل بمرونة وثقة».
وشددت على أهمية إعادة تصميم أساليب التدريس، بحيث تعتمد على التعلم القائم على المشاريع، والتعليم التفاعلي، والتجارب العملية، مما يساعد الطلبة على تطوير مهارات التحليل والاستنتاج والتفكير الابتكاري، وأشارت إلى أن المؤسسات التعليمية تحتاج إلى تعاون وثيق مع القطاعات المختلفة، لضمان إعداد الطلبة بشكل يتناسب مع التحولات المتوقعة، مؤكدة أن المستقبل لمن يمتلكون المهارات، وليس فقط المعرفة النظرية.
دور مكمل
ويرى الخبير التربوي، عبد اللطيف عبد الله السيابي، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون «بروفيسوراً مساعداً»، لكنه لن يكون بديلاً كاملاً للمعلم، مشدداً على أهمية العامل الإنساني في العملية التربوية. وقال: «تمر الأنظمة التعليمية اليوم بمفترق الطرق، التي أحدثتها الثورة الهائلة للذكاء الاصطناعي، وعلينا كوننا تربويين أن نساير هذا التطور بما يخدم المصلحة التعليمية، وتعلم كل ما هو جديد في هذا الحقل لأن المهارة اليوم هي لمن يتقن لغة الحوار مع الذكاء الاصطناعي، ومن خلال تجاربنا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي نرى أنه يتكامل مع أدوار المعلم من حيث التحليل والتخطيط بأقل جهد وأقل تكلفة، ولكنه لن يكون بديلاً عن المعلم، فمعظم الأبحاث تؤكد أن أفضل طرق التعلم تكون اجتماعية، ومبنية على تفاعل بين المعلمين والطلبة وبين الطلبة بعضهم بعضاً، والتربية القيمية، التي لا يمكن أن تقدمها الآلة بنفس العمق الذي يوفره البشر».
ومن جهتها أكدت جميلة المر بن حريز الفلاسي، رئيس قسم القوي العاملة بقطاع تنمية الطفولة المبكرة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، أن الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي ستحدث تغييراً جذرياً في الأساليب التعليمية، وقد تعيد تشكيل مفهوم المدرسة بالكامل خلال الـ 20 عاماً المقبلة. وأشارت إلى أن هذه التحولات تستدعي إعداد المعلمين لمواكبة التطورات، مؤكدة أن المعلم الإنساني سيظل جوهر العملية التعليمية، بينما ستكون أدوات الذكاء الاصطناعي وسيلة لدعمه وتعزيز دوره وليس استبداله.
وأضافت أن الأجيال الجديدة تمتلك مهارات طبيعية تتماشى مع ثورة الذكاء الاصطناعي، مما يجعل من الضروري على الأجيال السابقة أن تبذل جهداً في التكيف مع هذه الموجة، لضمان توجيهها بشكل يخدم المجتمع، وشددت على أهمية مواءمة هذه التطورات مع القيم الثقافية والدينية، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون وسيلة لتعزيز تلك القيم وترسيخها في الأجيال القادمة.
وأكدت أن مسؤولية التعامل مع الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على التكيف معه فحسب، بل تمتد إلى توجيهه بما يتناسب مع الهوية العربية والإسلامية، وأن التعليم المستقبلي يجب أن يكون مزيجاً بين الابتكار التكنولوجي والحفاظ على القيم الأساسية، لضمان بناء أجيال قادرة على الاستفادة من الثورة الرقمية دون التخلي عن هويتها الإماراتية.
أما التربوية سلمى الكتبي فأكدت أن التحدي الأكبر ليس في إدخال الذكاء الاصطناعي إلى التعليم، بل في إعداد الطلبة لاكتساب مهارات المستقبل، التي لن يتمكن الذكاء الاصطناعي من تعويضها، مثل الإبداع، والعمل الجماعي، والمرونة في حل المشكلات. وقالت: «علينا أن نؤهل الطلبة ليس فقط لاستخدام التقنية، بل لفهمها والتحكم بها، كي يكونوا منتجين وليسوا مستهلكين فقط لأنظمة الذكاء الاصطناعي».
وأثارت التربوية عائشة الظهوري قضية الأخلاقيات التعليمية في عصر الذكاء الاصطناعي، محذرة من مخاطر الاعتماد الكلي على التقنية دون ضوابط واضحة، وقالت: «نحتاج إلى سياسات تحكم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، بحيث يبقى أداة تمكين وليس بديلاً للجهود البشرية في بناء شخصية الطالب، ومسؤوليته الاجتماعية».