من غربةٍ أنهكتها المسافات، من أستراليا البعيدة حيث يقابل ليلُها نهارَ عمّان، أكتب إليكم، سيدي، كلماتٍ لا توفي مقامكم حقه، لكنها تنبض بولاءٍ ممتدٍ من جذور الوطن إلى آخر بقاع الأرض، وتهتف باسمكم كما تهتف قلوب الأردنيين في كل محفل ومناسبة.

جلالتكم، أنتم الفارس الذي لا ينحني، والقائد الذي صاغ للأردن هوية العزة والشموخ، والسليل الهاشمي الذي حمل راية المجد بإخلاصٍ وإباء. أنتم امتداد الحسين العظيم، صاحب العهد والكلمة، رجل الدولة الذي خطّ للأردن مسارًا لا تحيده التحديات، ورسم مستقبله برؤيةٍ حكيمةٍ تقرأ الواقع، وتستشرف الغد بعزيمة القادة الكبار.

لقد قدتم الأردن وسط أمواجٍ عاتية، وحافظتم عليه وطنًا شامخًا، أبيًّا، عصيًا على الانكسار. حين تلاطمت الأزمات من حولنا، كنتم السدّ المنيع، والحكمة التي توازن، واليد التي تمتد لكل محتاج، والصوت الذي ينطق بالحق في زمنٍ عزَّ فيه الرجال. لم يكن الأردن يومًا مجرد حدودٍ على خارطة، بل كان مشروعكم العظيم، قصة بناءٍ لا تنتهي، ورايةً تحرسونها بقلوبكم وسيوفكم وإيمانكم بأن هذا الوطن لم يُخلق إلا ليكون كبيرًا بأبنائه وقيادته.

أنتم، سيدي، عنوان الهيبة والاعتزاز، منبع القوة والحكمة، ورمزٌ نفاخر به العالم. لم تكونوا يومًا ملكًا يحكم فقط، بل كنتم أبًا يحتضن شعبه، ويدًا تمتد للعون، وصوتًا ينادي بالعزة، ودرعًا يحمي هذا الوطن من كل سوء.

واليوم، وأنا أخطُّ هذه الكلمات من غربةٍ لم تُبعدني عن وطني لحظةً، أقولها بصدق: كل منصبٍ تقلدته، وكل مكانٍ عملت فيه، لم يزدني إلا يقينًا بأن الأردن هو الحلم الذي لا يضاهيه حلم، وأن العودة إليه تحت رايتكم هو الغاية التي لا يعلو فوقها شيء.

سيدي، لقد كنتم ولا زلتم درع الوطن وحامي حماه، سليل الدوحة الهاشمية الطاهرة، الذي حمل أمانة الحسين العظيم وسار بها بكل إخلاص وعزيمة. اليوم، ونحن نحتفل بمناسبة ذكرى ميلادكم، نرفع إليكم أسمى آيات التهنئة والتبريك، ونجدد عهد الولاء والانتماء، متمنين لكم الصحة والعمر المديد، ومزيدًا من العز والفخر للأردن تحت قيادتكم الحكيمة.

حفظكم الله، سيدي، سندًا وذخرًا لهذا الوطن، وأطال في عمركم، وأبقى الأردن منيعًا شامخًا تحت قيادتكم الحكيمة. كل عامٍ وجلالتكم بخير، والأردن في عزٍ ومجدٍ لا ينتهي.

المهندسة المُحاضِرة هنادي العموش