نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المغرب والولايات المتحدة يحتفلان بـ239 عامًا من التحالف الاستراتيجي وتوقع الإعلان عن قرارات تاريخية في عهد ترامب - الخليج الان اليوم الخميس 30 يناير 2025 06:34 مساءً
يحتفل المغرب والولايات المتحدة الأمريكية هذا العام بالذكرى الـ239 لتوقيع معاهدة السلام والصداقة التي أبرمت في 25 يناير 1786، والتي تُعد من أقدم الاتفاقيات الثنائية التي لا تزال سارية المفعول حتى اليوم، حيث ترسخ هذه المعاهدة أسس علاقة متينة صمدت أمام التحولات الجيوسياسية والتحديات العالمية.
وقد بدأت العلاقات بين البلدين سنة 1777 عندما اعترف السلطان سيدي محمد بن عبد الله باستقلال الولايات المتحدة، ليكون بذلك أول قائد أجنبي يقدم على هذه الخطوة. وتم تعزيز هذا الاعتراف من خلال توقيع المعاهدة التي تفاوض عليها توماس باركلاي نيابة عن جورج واشنطن. وكانت الاتفاقية تهدف إلى حماية السفن الأمريكية في المياه المغربية وتشجيع التبادل التجاري بين البلدين، كما وضعت إطارًا رسميًا للصداقة والعلاقات الثنائية.
خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، تعززت العلاقات من خلال التعاون البحري والتبادل التجاري، حتى في ظل الحماية الفرنسية على المغرب. ولعب المغرب دورًا محوريًا خلال الحرب العالمية الثانية، خاصة خلال عملية "الشعلة" عام 1942، ما مهد الطريق لعلاقة عسكرية وثيقة ما زالت قائمة حتى اليوم.
ومع حصول المغرب على استقلاله سنة 1956، تعمقت الشراكة بين البلدين، ليصبح المغرب حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة خلال الحرب الباردة. وفي العقود الأخيرة، توسعت العلاقات لتشمل قطاعات متعددة مثل التجارة والاستثمار ومكافحة الإرهاب. وشكل توقيع اتفاقية التجارة الحرة عام 2004 دفعة قوية للتبادل الاقتصادي، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء المغربية في دجنبر 2020، وهو القرار الذي كان له تأثير استراتيجي كبير على المستوى الإقليمي. ومع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة في 2025، يتوقع أن يتم تعزيز هذا الاعتراف بشكل أكبر مع زيادة الاستثمارات الأمريكية في قطاعات مثل الطاقة الخضراء والزراعة والرقمنة.
وفي ظل التوترات الإقليمية، ستظل الشراكة بين البلدين في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب محورية، ويؤدي المغرب، بموقعه الاستراتيجي وخبرته الاستخباراتية، دورًا أساسيًا في استقرار منطقة الساحل والبحر الأبيض المتوسط.
احتفال البلدين بـ239 عامًا على توقيع معاهدة السلام والصداقة يؤكد على أهمية هذا التحالف التاريخي، ويبرز دور المغرب كجسر استراتيجي بين العالم العربي وإفريقيا والغرب.
0 تعليق