طالبت "مارين لوبان"، زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، بضرورة فرض عقوبات مشددة على الجزائر، من قبل قطع العلاقات إن استدعى الأمر ذلك، وذلك على خلفية رفضها استعادة مهاجريها غير الشرعيين، داعية حكومة باريس إلى تبني نهج الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في سياسته ضد كولومبيا، قبل تشدد على ضرورة إيقاف تقديم المساعدات المالية، ومنع منح التأشيرات، حتى بالنسبة لقادة الجارة الشرقية.

جاء ذلك في تصريح أدلت به "لوبان" لقناة "إل.سي.إي" الفرنسية، تساءلت خلاله زعيم اليمين المتطرف عن أسباب الضعف الذي تظهره باريس تجاه الدول التي "تبصق في وجوه هذه الأخيرة صباحًا وظهرًا وليلًا"، في إشارة واضحة إلى الجزائر، مشددة على أنها مسألة احترام لفرنسا وسيادتها والقانون الدولي، وفق تعبيرها.

تصريحات "لوبان" النارية، كانت بمثابة رد على قرار المحكمة الإدارية في باريس القاضي بتعليق ترحيل السلطات الفرنسية للمؤثّر الجزائري "دولامن" إلى بلاده، بعد أن اعتبر القاضي أن سحب بطاقة إقامته مبرر، لأن الوقائع التي يتهم بها تمثل تهديدًا خطيرًا للنظام العام.

ومعلوم أن السلطات الفرنسية اضطرت إلى إعادة المؤثر الجزائري "دولامن" إلى باريس، بعد طرده منها في 9 يناير الماضي، وذلك على خلفية رفض السلطات الجزائرية استقباله، بسبب التوتر غير المسبوق في علاقات البلدين، ليتم بعد ذلك وضعه منذ ذلك الحين، في مركز الاحتجاز الإداري.

في ذات السياق، شددت "لوبان" على أن استعمار الجزائر من قبل فرنسا لم يكن "مأساة"، حيث قالت في هذا الصدد: "أستطيع أن أفهم أن الناس يريدون الحصول على الاستقلال، ولكن أعتقد أن القول بأن الاستعمار كان مأساة بالنسبة للجزائر ليس صحيحا"، قبل أن تؤكد أن فرنسا قدمت خدمات كثيرة للجزائر، سواء من حيث البنية التحتية، أو حتى رأس المال الضروري الذي مكنها من التطور والتحول إلى نرويج المغرب العربي، وفق تعبيرها.