في خطوة استراتيجية غير مسبوقة، أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في السعودية عن تفاصيل برنامج "المصافحة الذهبية"، الذي يهدف إلى تجديد الهيكل الإداري في القطاع الحكومي وتعزيز فرص العمل في القطاع الخاص. يتمثل البرنامج في تقديم حوافز مالية مغرية للموظفين الحكوميين الذين يقررون الاستقالة، وهو يأتي ضمن رؤية المملكة لتطوير سوق العمل وتحسين الكفاءة في الأجهزة الحكومية. تم تخصيص مبلغ 12.75 مليار ريال سعودي لدعم البرنامج في السنوات القادمة.

تفاصيل البرنامج والمخصصات المالية:

تم تخصيص 12.75 مليار ريال سعودي لدعم برنامج "المصافحة الذهبية"، وتوزيع هذه الأموال على عدة سنوات. وقد خصصت وزارة المالية 5.05 مليار ريال إضافية في ميزانية عام 2025 لتنفيذ هذا البرنامج. يشمل البرنامج منح حوافز مالية للموظفين الحكوميين الذين يقررون الاستقالة والانتقال للعمل في القطاع الخاص، مع ضمان أن الصرف يتم ضمن الأغراض المحددة فقط. ومن المتوقع أن يساهم هذا المبلغ في تمكين العديد من الموظفين من اتخاذ هذه الخطوة مع ضمان استقرارهم المالي.

آليات تنفيذ البرنامج:

تستعد وزارة الموارد البشرية، وزارة المالية، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية لعقد اجتماعات لوضع الأنظمة والتشريعات اللازمة لتسهيل تنفيذ برنامج "المصافحة الذهبية". يتمثل جوهر البرنامج في تشجيع الموظفين الحكوميين على تقديم استقالاتهم طواعية، وفي حال استيفاء شروط معينة، سيحصل الموظف على حوافز مالية تشمل مستحقاته، مثل تعويض الإجازات، بالإضافة إلى ضم فترة عمله في القطاع الحكومي إلى خدماته في القطاع الخاص. يهدف البرنامج إلى زيادة التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص عبر تبادل المنافع.

شروط الاستفادة من البرنامج:

يضع برنامج "المصافحة الذهبية" عدة شروط للموظفين الراغبين في الاستفادة منه. يجب أن يكون الموظف قد جرب أحد الخيارات المتاحة مثل النقل أو الإعارة، وأن يكون مستعدًا للانتقال للعمل في القطاع الخاص. كما يشترط البرنامج عدم العودة إلى القطاع الحكومي بعد الاستقالة، مع الاستفادة من برامج التقاعد وفقًا للقوانين السعودية. يُعطى الأولوية للموظفين ذوي المؤهلات التعليمية الأقل، وذلك ضمن خطة لتعزيز فرص العمل للأفراد في القطاع الخاص.

دور البرنامج في تحسين الكفاءة الحكومية:

يسعى برنامج "المصافحة الذهبية" إلى تحسين كفاءة العمل الحكومي عبر تقليص عدد الموظفين في الأجهزة الحكومية، مما يساهم في تخفيض التكاليف الإدارية. وفي الوقت نفسه، يساعد على تحويل هؤلاء الموظفين إلى بيئات عمل قد تكون أكثر توافقًا مع طموحاتهم المهنية في القطاع الخاص. البرنامج جزء من استراتيجية شاملة لتحفيز سوق العمل السعودي وتعزيز التوازن بين القطاعين الحكومي والخاص.

فتح الأبواب لتحسين الكفاءة:

برنامج "المصافحة الذهبية" يفتح أبوابًا جديدة لتحسين كفاءة العمل الحكومي في السعودية ويتيح للموظفين الحكوميين فرصة الانتقال إلى القطاع الخاص بحوافز مالية مغرية. يهدف البرنامج إلى زيادة التنوع في سوق العمل السعودي، مما يساهم في تحقيق رؤية المملكة الاقتصادية 2030.