أثارت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن التعريفات الجمركية، زوبعة مواقف رافضة على مستوى عدد من الدول والتكتلات، وصولاً إلى الأمم المتحدة. وأثار ترامب، بتنفيذه تهديده بمهاجمة الشركاء التجاريين الرئيسيين الثلاثة للولايات المتحدة - الذين يمثلون معاً أكثر من 40% من واردات بلاده، بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات التي مصدرها كندا والمكسيك، ورسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على المنتجات المستوردة من الصين - زوبعة مواقف رافضة على مستوى عدد من الدول والتكتلات، وصولاً إلى الأمم المتحدة. وقد أثارت هذه «العقوبات» مخاوف من عصر جديد من الحروب التجارية في أنحاء العالم.

ترامب الذي لم يكترث للانتقادات لقراراته الجمركية، دعاً مجدداً أمس، إلى جعل كندا ولاية أمريكية، في تصريحات تفاقم التوتر أكثر مع أحد أبرز حلفاء بلاده.

وبينما أشار إلى أن الولايات المتحدة تدفع «مئات مليارات الدولارات لدعم كندا»، قال ترامب «من دون هذا الدعم الهائل، لما كانت كندا موجودة كدولة قابلة للحياة». وأضاف «لذلك على كندا أن تصبح ولايتنا الـ51 الغالية».
ودفعت خطوة ترامب الدول المعنية للتعهد بالرد، بينما حذّر محللون من أن اندلاع حرب تجارية سيؤدي على الأرجح إلى تراجع النمو في الولايات المتحدة، ورفع أسعار السلع الاستهلاكية على الأمد القصير.

وأقر ترامب أمس، بأن مواطنيه قد يشعرون «بألم» اقتصادي بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها على شركائه التجاريين الرئيسيين، لكنه اعتبر أن تأمين المصالح الأمريكية «يستحق هذا الثمن».

حزم كندي

وقالت السفيرة الكندية في واشنطن كيرستن هيلمان، إن كندا تأمل ألا تدخل الرسوم الجمركية الضخمة التي فرضها ترامب حيز التنفيذ الثلاثاء، لكن الشعب الكندي يتوقع من حكومته أن تقف بحزم في النزاع التجاري مع واشنطن.
وردّت المكسيك، كما كندا، بموقف حازم على ترامب. وأعلنت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم على الفور، عن «تدابير جمركية وغير جمركية دفاعاً عن مصالح المكسيك» التي تذهب 83 في المئة من صادراتها إلى جارتها الأمريكية من سيارات وأجهزة كمبيوتر ومنتجات زراعية.

موقف أوروبي

وحذّرت المفوضية الأوروبية من أن «الاتحاد الأوروبي يعتقد اعتقاداً راسخاً أن التعريفات الجمركية المنخفضة تعزز النمو والاستقرار الاقتصادي»، لكنه «سيرد بحزم» إذا تم استهدافه بتعريفات «غير منصفة».

ونبّهت المفوضية الأوروبية إلى أن «الرسوم الجمركية تحدث اضطرابات اقتصادية غير ضرورية وتزيد من التضخم»، كما اعتبرت أن «فتح الأسواق واحترام قواعد التجارة الدولية أمران ضروريان لتحقيق نمو اقتصادي قوي ومستدام».

وحذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على التجارة العالمية. وخلال لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بريطانيا، قال: «لقد أثبت التبادل العالمي للسلع والبضائع أنه قصة نجاح كبيرة، مكّنت من تحقيق الازدهار لنا جميعاً». وأضاف: «لذلك، يجب ألا نقسم العالم من خلال العديد من الحواجز الجمركية».

وأوضحت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، وهي أول شخصية حكومية بريطانية كبيرة ترد على الإعلان، أن المملكة المتحدة تريد كسر الحواجز التجارية، وليس وضعها.

وبسؤالها عن إعلان ترامب، قالت إنه «يمكن أن يكون لزيادات الرسوم الجمركية في أنحاء العالم، تأثير ضار للغاية على النمو والتجارة العالميين».

كما أعرب وزير المالية الياباني عن «قلق عميق» إزاء احتمال تضرر الاقتصاد العالمي جراء الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الصين وكندا والمكسيك. وقال وزير المالية كاستونوبو كاتو: «نشعر بقلق عميق بشأن الانعكاسات المحتملة لهذه التعريفات على الاقتصاد العالمي».