نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: اختراق علمي.. أكبر طوفان في التاريخ ملأ البحر المتوسط قبل 5 ملايين عام - الخليج الان اليوم الاثنين 3 فبراير 2025 09:59 صباحاً
كشفت دراسة حديثة عن أدلة جديدة على أن "فيضانًا هائلاً" والذي يعد الأكبر في التاريخ أعاد ملء البحر البحر الأبيض المتوسط قبل حوالي 5 ملايين عام.
ويقال إن هذه الموجة من المياه - فيضان زانكلين الضخم - أنهت فترة كان فيها البحر الأبيض المتوسط عبارة عن مساحة شاسعة من السبخات المالحة، والتي كانت تُعرف باسم أزمة الملوحة المسينية، والتي استمرت لمئات الآلاف من السنين وفق صحيفة "إكسبريس".
سمات جيولوجية
وتمكن فريق دولي من العلماء، بما في ذلك جامعة ساوثهامبتون، من تحديد سلسلة من السمات الجيولوجية حول جنوب شرق صقلية والتي تشير إلى حدوث فيضان هائل في جميع أنحاء المنطقة.
وقال الدكتور آرون ميكاليف، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في معهد أبحاث حوض مونتيري باي للأحياء المائية في كاليفورنيا: "كان فيضان زانكلين الضخم ظاهرة طبيعية مذهلة، حيث كانت معدلات التفريغ وسرعات التدفق أكبر من أي فيضانات أخرى معروفة في تاريخ الأرض" .
خلال أزمة الملوحة الميسينية، أصبح البحر الأبيض المتوسط معزولًا عن المحيط الأطلسي وتبخر، مما أدى إلى إعادة تشكيل المناظر الطبيعية في المنطقة بالكامل.
اعتقاد خاطئ
ولسنوات عديدة، اعتقد العلماء أن فترة الجفاف هذه انتهت تدريجيا، حيث عادت مياه البحر الأبيض المتوسط إلى مجاريها بعد أكثر من عشرة آلاف عام. ولكن هذه النظرية تعرضت للدحض بعد اكتشاف قناة تآكل تمتد من خليج قادس إلى بحر البوران في عام 2009. وقد أشار هذا إلى حدوث فيضان هائل واحد استمر ما بين عامين إلى ستة عشر عاما، وهو الفيضان الذي أصبح يعرف باسم فيضان زانكلين الضخم.
قام الباحثون بفحص أكثر من 300 سلسلة غير متماثلة وانسيابية في ممر عبر عتبة صقلية - وهو جسر بري مغمور كان يفصل ذات يوم بين أحواض البحر الأبيض المتوسط الغربية والشرقية.
يقول البروفيسور بول كارلينج، من كلية الجغرافيا والعلوم البيئية في جامعة ساوثهامبتون والمشارك في تأليف الدراسة: "إن شكل هذه التلال متوافق مع التآكل الناجم عن تدفق المياه المضطرب على نطاق واسع في اتجاه الشمال الشرقي في الغالب، إنها تكشف عن القوة الهائلة لفيضان زانكلين الضخم وكيف أعاد تشكيل المناظر الطبيعية، وترك بصمات دائمة على السجل الجيولوجي، ووجدوا أن هذه التلال كانت مغطاة بمواد صخرية متآكلة من جوانب التلال والمنطقة المحيطة بها، مما يشير إلى أنها ترسبت هناك بسرعة وبقوة هائلة".
قناة على حرف w
وباستخدام الموجات فوق الصوتية الجيولوجية، اكتشف الباحثون "قناة على شكل حرف W" على الجرف القاري شرق عتبة صقلية، والتي تربط التلال بوادي نوتو - وهو واد عميق تحت الماء في شرق البحر الأبيض المتوسط.
يشير شكل القناة وموقعها إلى أنها كانت تعمل مثل قمع ضخم، ما يعني أن الفيضان الضخم تدفق فوق عتبة صقلية، ومن المحتمل أن هذه القناة حملت الماء نحو وادي نوتو وإلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
قام الفريق بتطوير نموذج حاسوبي للفيضان الضخم لمحاكاة سلوك المياه، ويشير النموذج إلى أن الفيضان كان من الممكن أن يصل إلى سرعات تصل إلى 72 ميلاً في الساعة.
وأضاف الدكتور ميكاليف: "إن هذه النتائج لا تلقي الضوء على لحظة حاسمة في التاريخ الجيولوجي للأرض فحسب، بل إنها تثبت أيضًا استمرار أشكال الأرض لأكثر من خمسة ملايين عام، كما أنها تفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث على طول هوامش البحر الأبيض المتوسط".
0 تعليق