أكد الدكتور عبد الرحيم بن أحمد الفرحان، الخبير الاقتصادي، ضرورة تدريس الذكاء الاصطناعي في الجامعات لمواجهة تحديات العصر الرقمي، ودعم الابتكار وتعزيز الاقتصاد الرقمي.

وأشار الفرحان، إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية مساعدة، بل أصبح عنصراً أساسياً في اتخاذ القرارات وتحليل البيانات، لافتاً إلى أن تسارع التحولات الرقمية يجعل من الضروري إعداد جيل متفهم للتكنولوجيا قادر على قيادة الابتكار في مختلف القطاعات.

وأضاف: «تطبيقات الذكاء الاصطناعي، سواء في تحليل البيانات الضخمة أو التعلم العميق، تُغير معالم الاقتصاد العالمي وتفتح آفاقاً واسعة لتطوير الصناعات».

وذكر الفرحان، عدة أسباب تدعو إلى إدماج الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الجامعية بينها سد الفجوة المهارية، حيث إن الطلب على خبراء الذكاء الاصطناعي يفوق العرض الحالي، مما يستلزم إعداد كوادر متخصصة تمتلك مهارات برمجة وتحليل متقدمة.

وأوضح أن الجامعات التي تستثمر في برامج الذكاء الاصطناعي ستصبح مراكز للابتكار العلمي، قادرة على تطوير تطبيقات جديدة في مجالات الطب والطاقة والزراعة.

نوه بأن الاستثمار في هذا المجال يدعم القدرات التكنولوجية للدول، مستشهداً بتجارب ناجحة مثل استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031.

وأكد أن التعليم المتخصص في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في إيجاد حلول تقنية للتحديات الوطنية مثل تحسين البنية التحتية وتطوير المدن الذكية وتعزيز الأمن السيبراني.

وأشار إلى أن تحديث المناهج الجامعية وتوسيع شراكات الجامعات مع القطاع الخاص هما من العوامل الأساسية لتوفير بيئة تعليمية عملية تجمع بين النظرية والتطبيق.

وقال: «يجب على الجامعات إقامة شراكات استراتيجية مع الشركات التكنولوجية لتقديم برامج تدريبية ومشروعات بحثية تتيح للطلاب اكتساب الخبرة العملية اللازمة».

وأفاد الفرحان، بأن نقص الكوادر الأكاديمية المتخصصة وارتفاع تكاليف البنية التحتية يمثلان أبرز العقبات، مما يستدعي تطوير أطر قانونية وتنظيمية تضمن الاستخدام الأخلاقي والآمن لهذه التكنولوجيا.

وشدد الفرحان على ضرورة الاستثمار في تدريس الذكاء الاصطناعي لأنه لم يعد خياراً بل ضرورة استراتيجية لبناء مستقبل رقمي متقدم ومستدام، مؤكداً ضرورة تجهيز الأجيال القادمة لمواجهة تحديات العصر الرقمي والقيادة نحو مستقبل أكثر ابتكاراً.