كشفت مصادر إعلامية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد خلال الـ 24 ساعة المقبلة لتوقيع أمر تنفيذي يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إضافة إلى وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

هذه الخطوة تأتي كجزء من سياسات ترامب المتشددة تجاه المؤسسات الدولية، حيث يرى أن العديد من هذه الهيئات لا تخدم المصالح الأمريكية بالشكل الكافي، وتُستخدم ضد الولايات المتحدة وحلفائها، خصوصًا فيما يتعلق بملفات الشرق الأوسط.

لماذا ينسحب ترامب من مجلس حقوق الإنسان؟

مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يُعد إحدى أبرز الهيئات الدولية المكلفة بمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم، لكنه لطالما كان محل انتقادات أمريكية، حيث تتهمه واشنطن بأنه يعتمد معايير مزدوجة ويستهدف إسرائيل بشكل غير عادل، بينما يتجاهل انتهاكات أنظمة أخرى.

إدارة ترامب، ومن قبلها إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، كانت دائمًا ترى أن المجلس يعاني من تسييس قراراته، خاصة تجاه حلفاء الولايات المتحدة، مثل إسرائيل، وهو ما يدفعها اليوم إلى اتخاذ موقف حاسم بمغادرة المجلس نهائيًا.

وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت بالفعل من المجلس في عام 2018 تحت إدارة ترامب الأولى، قبل أن تعود إليه إدارة جو بايدن لاحقًا. لكن يبدو أن ترامب مصمم على إعادة هذا الانسحاب ضمن استراتيجيته الواسعة لإعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.
 

وقف تمويل "أونروا".. ضربة قاسية للاجئين الفلسطينيين

القرار الأكثر إثارة للجدل هو وقف تمويل الولايات المتحدة لوكالة "أونروا"، التي تعد الشريان الأساسي لملايين اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، غزة، لبنان، سوريا، والأردن.

لطالما اعتبر ترامب أن "أونروا" تساهم في إدامة قضية اللاجئين الفلسطينيين بدلاً من حلها، وأن الدعم الأمريكي يجب أن يوجه إلى مبادرات أخرى تساهم في إنهاء الصراع بدلًا من استدامته.

لكن هذا القرار قد تكون له تداعيات إنسانية خطيرة، حيث تعتمد الوكالة بشكل رئيسي على التمويل الدولي، وكانت الولايات المتحدة أكبر ممول لها لسنوات طويلة. وقف التمويل سيؤدي إلى تراجع الخدمات الأساسية لملايين الفلسطينيين، خاصة في مجالات التعليم والصحة والإغاثة الإنسانية، مما قد يخلق أزمة اجتماعية وسياسية جديدة في المنطقة.