عندما يتحدث البعض عن أخطر الأطعمة في العالم، قد يتصورون أن الأمر يتعلق بنباتات نادرة أو سامة، لكن المفاجأة أن هذا الطعام الشائع متاح في معظم المتاجر الكبرى، الطعام المعني هو "الكسافا"، وهي درنة تتواجد بنوعين: الكسافا الحلوة والكسافا المرة. بينما تعتبر الكسافا الحلوة أقل خطورة، فإن الكسافا المرة تُصنف كأحد أخطر الأطعمة بسبب احتوائها على مادة السيانيد السامة.

الكسافا: غذاء غني بالطاقة مع خطر السموم

رغم أن الكسافا تفتقر إلى العديد من الفيتامينات والمعادن الأساسية، إلا أنها تعد مصدرًا مهمًا للطاقة. يحتوي 100 غرام من الكسافا على 137 سعرة حرارية، و33 غرامًا من الكربوهيدرات، و1.2 غرام من البروتينات، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يحتاجون إلى تعزيز طاقتهم.

السيانيد السام: السم الذي يهدد حياتك في الكسافا المرة

تعد مادة سيانيد الهيدروجين السامة الموجودة في جذور الكسافا المرة من أخطر المواد الكيميائية التي قد تتعرض لها، حيث تحتوي الجذور على حوالي 1000 مليغرام من السيانيد لكل كيلوغرام، هذه الكمية تشكل خطرًا صحيًا حقيقيًا إذا لم يتم تحضير الكسافا بشكل صحيح.

كيفية تحضير الكسافا بأمان

رغم خطورتها، يمكن تناول الكسافا بأمان إذا تمت معالجتها بشكل صحيح، يتطلب الأمر إزالة السموم منها من خلال طرق مثل النقع والطهي، وبعد ذلك يمكن استخدامها في العديد من الأطباق مثل السميد والنشاء أو الدقيق، مذاقها الذي يشبه الكستناء أو البطاطس يجعلها قابلة للتناغم مع العديد من المكونات.

أضرار الكسافا: من اضطراب الرنح إلى الموت

من المخاطر الصحية المرتبطة بالكسافا، تناولها غير المعالج قد يؤدي إلى اضطراب الرنح (Ataxia)، وهو خلل عصبي يؤثر على التحكم في العضلات. كما تشير التقارير إلى أن الكسافا تسببت في وفاة أكثر من 200 شخص سنويًا بسبب تناولها بشكل غير آمن.

الكسافا المرة: أزمة غذائية قاتلة

في عام 2017، خلال الأزمة الغذائية في فنزويلا، اضطر السكان إلى تناول الكسافا المرة للهروب من المجاعة، لكن هذه الخطوة جلبت عواقب وخيمة. للأسف، تسببت الكسافا المرة في وفيات أكثر من تلك التي نجمت عن الأزمة الغذائية نفسها.

على الرغم من أن الكسافا تعد طعامًا شائعًا ويستهلكه العديد من الأشخاص حول العالم، يجب أن يتم التعامل معها بحذر شديد، التأكد من معالجتها بشكل آمن قبل تناولها أمر بالغ الأهمية لتجنب المخاطر الصحية المحتملة.