في رسالة مفعمة بالحنين والمرارة، وجه الصحفي اليمني فتحي بن لزرق كلمات مؤثرة إلى الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، معبرًا عن معاناة مدينة عدن وحالها المأساوي الذي تعيشه اليوم. وقد جاءت الرسالة كنافذة تفتح على الواقع المرير الذي يعانيه سكان المدينة، حيث انهارت الخدمات الأساسية وأصبحت الحياة اليومية تحمل أعباءً ثقيلة لا يمكن تجاهلها.

قال بن لزرق في رسالته: "سيدي الرئيس، أكتب لك هذه الكلمات من عدن المنطفئة، تلك المدينة التي كانت يومًا ما رمزًا للحياة والنماء، لكنها اليوم تئن تحت وطأة الفقر والجوع والظلم. عدن التي تشتاق إليك، وكل زاوية فيها تحمل ذكريات عهدك، حيث كانت الحياة أكثر استقرارًا والأمل يشع في قلوب أبنائها."

وأضاف: "اليوم، نعيش وسط انهيار شامل لكل شيء. الكهرباء التي كانت جزءًا أساسيًا من حياتنا انقطعت بشكل كامل، فأضحت المدينة غارقة في ظلام دامس يعكس حالنا البائس. المياه أصبحت مجرد حلم بعيد المنال، والرواتب التي كان يعتمد عليها الآلاف من الأسر توقفت تمامًا، مما زاد من معاناة الناس الذين يجدون صعوبة حتى في توفير لقمة العيش."

وفي إشارة واضحة إلى التغير الجذري الذي طرأ على الحياة الاجتماعية والتعليمية في المدينة، قال بن لزرق: "منذ زمن طويل لم نعد نرى طلاب المدارس يمرون أمامنا كل صباح كما كنا نفعل في عهدكم. لقد فقدت المدينة بريقها، وأصبحت شوارعها خالية من النشاط والحيوية."

وتطرق الصحفي إلى الخطأ الذي اتخذه أهل عدن في الماضي، قائلاً: "أخطأ أهل هذه المدينة ذات يوم حين صدّقوا الأماني الزائفة والوعود الكاذبة، واستبدلوا واقع الدولة الذي كانوا يعيشون فيه بوهم جديد بلا وجه، بلا هوية، وبلا ثمن. لقد كانوا يبحثون عن مستقبل أفضل، لكنهم وجدوا أنفسهم في دوامة من الفوضى والدمار."

وختم بن لزرق رسالته بسؤال عميق يحمل بين طياته الكثير من الحنين والأسى: "هل لنا بعودة إلى عهدك؟ أم أن ما ذهب لا يعود؟" فكأنه يطلب من التاريخ أن يعيد النظر في الأيام الخوالي، آملًا في أن تعود عدن إلى سابق عهدها، مدينة مضيئة بالحياة والأمل.

هذه الرسالة ليست مجرد كلمات، بل هي صرخة من القلب تعكس معاناة شعب بأكمله، وتدعو إلى التفكير في المستقبل وإعادة البناء من جديد.