ومن خلال هذه الخريطة، يبدو شعور النشوة كموجة من الأحاسيس التي تؤثر على الجسم بأسره. أما الاكتئاب، أو كما يطلق عليه أيضا اسم "الكآبة"، فيسبب خدرا أو فقدانا للإحساس في الأطراف والرأس، ما يظهر باللون الأزرق على الخريطة.

وتم إنشاء هذه الخرائط من قبل مجموعة من الباحثين الذين طلبوا من المشاركين في الدراسة التفكير في عاطفة معينة، ثم تحديد المناطق التي يشعرون فيها بالنشاط بسببها على رسمة لجسم بشري.

كما طُلب منهم تحديد المناطق التي يشعرون فيها بانخفاض النشاط بسبب العاطفة نفسها على رسمة أخرى.

وعلى الرغم من أن رسومات المشاركين اختلفت قليلا، إلا أن حساب المتوسط كشف عن أنماط مميزة لكل عاطفة من العواطف الـ14 الشائعة.

وأظهرت غالبية الرسومات أن السعادة والحب ينشطان الجسم بأكمله تقريبا. بينما يتركز الخوف بشكل قوي في منطقة الصدر، في حين يظهر الغضب بشكل رئيسي في الذراعين واليدين.

ونشر الباحثون خرائطهم العاطفية للجسم في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciencesعام 2013. وقد استخدمت هذه الخرائط مؤخرا في دراسة لمعرفة ما إذا كانت المواقع الفسيولوجية للعواطف البشرية قد تغيرت مع مرور الوقت.

وقام الباحثون بتحليل مليون كلمة من النصوص القديمة لبلاد الرافدين (منطقة جغرافية تاريخيةتقع حاليا فيالعراق،وسورياوتركياما بين نهريدجلةوالفرات) لفهم كيف كان أسلافنا يشعرون بالعواطف في أجسادهم.

ووجد الباحثون أن العديد من العواطف كانت متوافقة مع التصورات الحديثة، لكن بعضها كان مختلفا بشكل لافت.

على سبيل المثال، ربط سكان بلاد الرافدين القدماء السعادة بالكبد والغضب بالقدمين، وهو ما يختلف عن التصورات الحديثة التي تربط هذه المشاعر بالصدر واليدين.

وقال الباحث المشارك وعالم الأعصاب الإدراكي "يوهو لاهناكوسكي" في بيان: "إذا قارنت خريطة الجسم القديمة للسعادة مع الخرائط الحديثة، ستجد أنها متشابهة إلى حد كبير، باستثناء إحساس قوي في الكبد لدى القدماء".

وبالمثل، أظهرت الأبحاث أن البشر الحديثين يشعرون بالغضب في الجزء العلوي من الجسم واليدين، بينما كان القدماء يشعرون بالغضب أو الغيظ في أقدامهم.

وحتى طريقة شعور البشر بالحب تغيرت قليلا، حيث أن الإحساس الجسدي الحديث بالحب يشبه إلى حد كبير ما كان يشعر به سكان بلاد الرافدين القدماء، لكن أسلافنا كانوا يربطون هذا الشعور بشكل خاص بالكبد والقلب والركبتين.

المصدر: ديلي ميل