نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عاجل - اتفاقيات ابراهام.. سنصل في النهاية إلى أرض إسرائيل الكبرى! - الخليج الان اليوم الخميس الموافق 6 فبراير 2025 09:34 مساءً
جاءت اتفاقات أبراهام التي عقدها الكيان الصهيوني مع كل من الإمارات العربية المتحدة والسودان والمغرب عام 2020، لتمثل اختلافا جديدا عما هو معهود في مسار العلاقات الدولية؛ فلأول مرة تسمى اتفاقية باسم شخصية دينية لها مكانتها في كافة الأديان السماوية. وعقب لقائه رئيس وزراء الاحتلال قبل يومين، دعا ترامب - وبما يشبه الأمر التنفيذي - إلى الانضمام لهذه الاتفاقات.
ويفسر العديد من المحللين اهتمام الولايات المتحدة بالدين نتيجة سيطرة الصهيونية المسيحية على الساسة في الولايات المتحدة، والذين يؤمنون بفكرة العودة الأصولية للجذور كأساس حركة التاريخ بالعالم. وتعتبر مهمة أعضاء هذه الحركة تهيئة كل الظروف التي من الممكن أن تعجّل عودة المسيح إلى الأرض، والسيطرة على العالم.
وكان لمسألة حوار الأديان دور كبير في بلورة مفهوم "الدبلوماسية الروحية"، فقد شهدت مرحلة ما بعد الحرب الباردة حتى الآن، ظهور هذه القضية كإحدى القضايا التي تدرج على أجندة السياسة الخارجية، كمصطلح يشير إلى التفاعل البناء بين الناس ذوي المعتقدات الدينية والإنسانية المختلفة.
بدأت الولايات المتحدة ومنذ عام 2013، بمأسسة الفكرة، حيث تم إنشاء فريق عمل حول الدين والسياسة في وزارة الخارجية، بقرار من هيلاري كلينتون، مكون من 100 عضو، نصفهم من رجال دين من الديانات الثلاث، يعملون جنبا إلى جنب مع الدبلوماسيين في الوزارة.
وفي هذا السياق، تم تنظيم سلسلة من المؤتمرات الهادفة إلى نشر وترويج معتقدات بعض الدول، أو احتواء بعض التوجهات الدينية لبعض الدول والتنظيمات التي ترى فيها تحديا لمنظومتها القيمية، أو الرغبة في تحسين صورتها، ومواجهة الاتهامات الموجهة إليها بدعم الإرهاب والفكر المتطرف.
وكانت الولايات المتحدة والسعودية في مقدمة هذه الدول، من منطلق أن حوار الأديان يمكن أن يقلل من تكلفة إدارة الصراعات، ويزداد المردود إذا كان للبعد الديني دور في نشأة الصراع.
و "الدبلومسية الروحية"، هي مسار من مسارات التفاوض تستهدف حل النزاع أو منع حدوثه من أجل بناء سلام ديني عالمي، يتم عبر الجمع بين القادة الروحيين والساسة، بهدف التوصل إلى مشترك عبر تقارب الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام والمسيحية واليهودية)، أو ما يسمى "الدين الإبراهيمي"، للقضاء على الاختلافات والوصول إلى متفق يقبله المجتمع.
تنظر "الدبلوماسية الروحية" إلى أهمية القضاء على الصراعات عبر الوصول إلى "السلام الديني العالمي”، الذي يتأتى من خلال صهر المختلف بين الأديان والاتفاق على القيم المشتركة، وتطبيقها على الأرض.
ومع مراعاة الاختلافات القائمة بين كل من اليهودية والمسيحية والإسلام، يؤكد الطرح الإبراهيمي المشترك الأساس الروحي بين الأديان الثلاثة:
- أهمية النبي ابراهيم داخل الأديان الثلاثة كمرجعية روحية.
- التوحيد في الأديان الثلاثة.
- الكتب المقدسة رغم اختلافها، فإن وجودها أساسي كمرجع ديني.
- المقدسات المشتركة داخل الديانات الثلاثة. (رحلة النبي ابراهيم والمناطق التي زارها خلال رسالته السماوية).
- محورية مدينة القدس في الثلاثة أديان.
قامت جامعة هارفارد، وبتمويل من وزارة الخارجية، بإجراء بحث عن التفاوض بين أبناء إبراهيم في إطار مبادرة تسمى " على خطى إبراهيم”، والتي تعيد طرح رحلة إبراهيم وأتباعه لتأكيد المشترك بداية من حران القديمة في تركيا. حيث عبر إبراهيم من أور حتى مصر وفقا لليهودية والمسيحية، ووصل مكة وفقا للإسلام، حيث يتم الحديث عن مملكة داود التي تضم مصر ولبنان وفلسطين، وأن اليهود هم أهل كنعان، وأن اليهودية سبقت المسيحية والإسلام.
تم تحديد هذه الرحلة عبر تكامل الروايات في الأديان الثلاثة معا. (تركيا، سورية، لبنان، الأردن، العراق السعودية، إيران، مصر، فلسطين، اليمن). وتتشابه الحدود الجغرافية للمسار مع الحدود الجغرافية لخريطة أرض إسرائيل الكبرى.
تستهدف رحلة إبراهيم زيارة المقدسات الدينية بكل دولة من الدول العشر التي تتضمن إسرائيل في الأساس. والطريق يأخذ شكلا تجميعيا للبشر عبر مسيرات السير المشترك، وهذا يعني القبول والتأييد، لأنه لا يرفع شعارات سياسية د، وإنما دينية وثقافية وسياحية.
ومن الخطط والتصورات التي تنفذ على الأرض، بهدف فرض الهيمنة الأمريكية - الإسرائيلية على المنطقة:
1- مسار إبراهيم: ويتضمن عدة مسارات، تم تدشين بعضها:
- مسار تركيا: بدء العمل به عام 2008، من مدينة أورفا، حيث ولد إبراهيم، ثم سكن مع سارة مدينة حران، قبل أن يسافر إلى دمشق.
- مسار سورية: بدء العمل به عام 2008، وتوقف بسبب الحرب في سورية منذ عام 2011.
- مسار العراق : (يجري العمل لتنفيذه).
- مسار اليمن: حالت الحرب دون تطبيقه حتى الآن.
- مسار سيناء: بدء به عام 2015. وفي عام 2018 اعترفت وزارة السياحة المصرية بمسار درب سيناء كأحد المشروعات السياحية القائمة.
- مسار السعودية: تم تفعيله عام 2017. ويمتد من شمال شرق الرياض، حيث أنشئت مدن ترفيهية، إلى الصحراء. وفي عام 2018 قام وفد من مبادرة مسار ابراهيم بزيارة المملكة، والإعلان عن ذلك رسميا، والذي سيتضمن جبال السوداء في عسير السياحية، حيث وجدت كتابات اسرائيلية تدعي أحقية اسرائيل في منطقة عسير، مبررين وجود أغلبية يهودية فيها قبل الإسلام.
- مسار الأردن: تم الإعلان عنه بوصفه مبادرة محلية للسياحة، منبتة الصلة بمسار ابراهيم، لتفادي المعارضة المتوقعة. وفي عام 2015 أنشئت جمعية درب الأردن، لتولي مسؤولية تطوير الدرب وصيانته. ويستكمل مسار الأردن المنهجية نفسها لمبادرة مسار ابراهيم في إيجاد مشروعات اقتصادية على طول المسار، تفيد المجتمعات المحلية، من خلال توفير فرص عمل.
- مسار لبنان: بدء به عام 2007، وهو أول مسار للمشي لمسافات طويلة في لبنان.
- مسار(اسرائيل): بدء الحديث عنه عام 2007، بداية من النقب، وصولا إلى الخليل، ويروّج للطريق في اسرائيل، بوصفه طريقا دينيا يلبي تعاليم التوراة، ويكرس شخصية والد الشعب اليهودي "إبرام”، ويحيى مكانة ابراهيم في التوراة.
- مسار ابراهيم الخليل فلسطين: تم التواصل مع الجانب الفلسطيني كون الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، هو المستهدف من المسار، لكن المشروع واجه صعوبة في البداية بسبب الخلاف السياسي بين فتح وحماس.
- مسار ايران: تهدف المبادرة مد المسار من تبريز إلى شيراز، بعد تغييرالنظام الحالي.
2- المسار الصوفي التركي: وهو تطبيق سياسي للطريقة الصوفية في تركيا، التي ارتبطت بعد الخمسينات بالنخبة السياسية الحاكمة. وتعد "الطريقة النقشبندية”، أكبر الطرق الصوفية في تركيا.
وتؤكد مراكز الفكر الأمريكية، تأثر النخبة التركية بالطريقة النقشبندية، التي جعلتهم أكثر قربا من الإسلام السياسي وميلا نحو العالمية، ومن ثم محاولة الانتشار خارج الحدود التركية (العثمانية الجديدة). وهذا يعكس استخدام تركيا للمسار الصوفي كمدخل للسلام الديني العالمي، وأحد طرق الحج التي تتقاطع مع مبادرة مسار ابراهيم، سيما أنه يعبر الأراضي التركية وصولا إلى القدس.
3- مسار فرسان الهيكل : أنشئ هذا التنظيم مع الحملات الصليبية، لحماية طرق الحج المسيحي وتم حله. ومع نهاية القرن التاسع عشر تم الحديث عن إعادة إحيائه. وفي مطلع الألفية اعترفت الأمم المتحدة بوجود منظمات أهلية تحمل اسم فرسان المعبد. وفي عام 2006 تم الحديث عن تدشين مسار ديني، بهدف تحقيق السلام الديني العالمي من فرنسا إلى القدس. ويؤمن الفرسان ب " الولاية التوراتية” التي تعني استعادة وتجديد التاريخ الضائع من السجل التاريخي، وإعادة التراث الجماعي للبشرية.
مشروع الولايات المتحدة الإبراهيمية:
مشروع بحثي أمريكي يعنى بدراسة القضايا البيئية، واستدامة الموارد الطبيعية المتاحة، كرؤية استشرافية، من أجل بقاء المنطقة المهددة بالجفاف وندرة الموارد خلال المستقبل القريب.
وتقدم هذه الرؤية لمستقبل المنطقة نموذجا لهيكل سياسي عملي، ورمزا موحدا يجمع كل الأطراف في ما بين نهري دجلة والفرات ونهر النيل. ويأتي هذا المشروع كمخرج من الصراعات الدموية، وبخاصة منذ أحداث ما عرف "بالربيع العربي”.
ينطلق المفهوم من فرضية أنه كلما قتل البشر وزادت ويلات الحروب، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم، وجب عليهم الاختيار بين:
* استمرار القتال إلى أجل غير مسمى، الأمر الذي سيهدر معظم طاقاتهم، ويورط أجيال المستقبل في حرب ليس لها نهاية.
* إقامة روابط بين المتنازعين، من خلال بذل كل جهد لتوليد أرضية مشتركة يمكن لأطراف الصراع أن تبني من خلالها مصالح مشتركة.
دوافع المشروع:
* تتكون المنطقة من العديد من الدول القومية، والتي ثبت ضعفها عقب "ثورات الربيع العربي”، ودخلت في حروب أهلية، كما ينظر إلى مقومات الوحدة العربية كاللغة والدين والتاريخ، باعتبارها ادعاءات زائفة، وسببا لاعتناق أنظمة قومية لهذا المفهوم للتخلص من الهيمنة الأجنبية.
* المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المستمرة، حيث مرت المنطقة بأحداث جسام أنهكتها بشدة، كالحرب في العراق (2003 - 2011)، والحروب الأهلية في سورية وليبيا التي أدت إلى إسقاطهما، مع استمرار الحرب في اليمن وغزة والضفة ولبنان.
* المطالب الشعبية في المنطقة بحياة ديمقراطية، مقابل استمرار الحكم الأتوقراطي فيها. والمطالب بتعليم أفضل، وتوزيع عادل للثروة، مقابل فشل حكومي لتلبية مطالب الشعوب.
* توافر الإمكانات المادية اللازمة للربط الإقليمي، فالاتحاد سيضم دول الخليج.
يلاحظ غياب الحديث عن القضية الفلسطينية، وإدراجها ضمن الطرح الإقليمي، حيث ستكون الريادة والصدارة لإسرائيل ثم تركيا فقط. مع الترويج للمكاسب المالية المزمع تحقيقها عبر التكنولوجيا الإسرائيلية والتركية.
إن القبول بالمشترك الإبراهيمي، سيصل بنا إلى اتحاد فدرالي إبراهيمي، ثم في النهاية أرض إسرائيل الكبرى، والتي تتلاقى مع أهداف الصهيونية المسيحية، والتي تسيطر على الإدارة الأمريكية. في مرحلة نشهد فيها مرحلة مخاض لظهور قوى عالمية جديدة، تنافس الولايات المتحدة على قيادة العالم.
وهنا تطرح الولايات المتحدة وحلفائها، هذا المخطط، لضمان التأثير والنفوذ وتأمين الموارد. ويمكن قراءة هذا النهج بوصفه تصورا لمرحلة إعادة الإستعمار، بطرق جديدة، للإستيلاء على المواد.
ومن أبرز ملامح هذا النظام :
* نشأة أقاليم جديدة، قائمة على التكامل الجغرافي، والاتحاد السياسي.
* إضعاف الدول القومية، وإعلان موتها.
* قيام نمط الحكم الفدرالي بين أقاليم الحكم الجديدة.
* الربط الاقتصادي، وتحقيق الرفاهية هو مدخل الوصول والقبول بالنظام العالمي الجديد.
* السيطرة على الموارد من جانب الدول الإستعمارية، التي تمتلك التكنولوجيا، وليس الموارد.
* إنتشار أديان عالمية جديدة، تجب الأديان السماوية، بحجة شمولها وقدرتها على تحقيق السلام الديني العالمي.
* بزوغ دين عالمي جديد (الإبراهيمي)، لن يكون الارتباط بالأرض فيه سببا للنزاع.
* الصراعات الجديدة على الموارد، ومعيار الحسم فيها امتلاك التكنولوجيا، وهي أهم من الموارد.
* حروب دينية بين أتباع الدين الإسلامي ( سنة - شيعة)، وبين الدين الإسلامي والمسيحي، وبخاصة الأرثوذكس في الدول العربية والإسلامية.
* الكراهية كأحد المداخل المحركة للقبول بالمشترك الإبراهيمي.
وفي شأن المنطقة، فمخطط لها أن تظهر إسرائيل ثم تركيا، كقوى إقليمية مسيطرة على موارد الدول العربية، أو ما يعرف بإقليم الشرق الأوسط الذي تعد إيران أبرز أركانه. ومن ثم ستحقق الحلم الصهيوني بالسيطرة على المنطقة، والحلم التركي باستعادة أمجاد الدولة العثمانية، وهو ما يفسر انغماس تركيا وضلوعها في مخططات تغيير المنطقة، وفي تشويه وإضعاف الدول العربية.
ويأتي تطبيق الفكرة على أكثر من مستوى، في مقدمتها المنظمات الدولية، التي تساهم الولايات المتحدة والدول الغربية في النصيب الأكبر من تمويلها، وكذلك تفعيل آالية القمم والمؤتمرات الدولية التي تجمع رجالات الدين والسياسة معا. ويأتي في مقدمة هذه المؤسسات منظمة اليونسكو، التي تتزعمها (أودري أزولاي)، اليهودية الفرنسية، ابنة مستشار ملك المغرب اليهودي. إذا بدأنا نسمع ونقرأ عن قمم عالمية تحت شعار "السلام الديني العالمي” و "معا نصلي”، مستخدمة أدوات الجذب المقبولة، كالسياحة، والثقافة، وحوار الأديان وتقاربها، ومكافحة الكراهية والتطرف والعنف، ومسارات الحج المشترك.
بل إن بعض الحكومات ربطت برامجها التمويلية بمشروعات تتحدث عن المشترك الإبراهيمي، كبرامج الدعم الحكومي الألماني. وأخذت الجهات المانحة تقدم الدعم، وتأسيس مراكز المشترك الإبراهيمي، والدبلوماسية الروحية، ومسارات الحج الديني المشترك، ويأتي في مقدمتها مسار ابراهيم، كمسار جامع، مطبق بالفعل في أغلب البلدان العربية.
ومن أبرز مصار خطورة هذا المسار، عدم اعترافه بملكية الدول التي يمر المسار في أراضيها، رغم تنسيقه السياسي معها.
ترتكز جميع هذه الأمور على قبول تسمية الديانات السماوية بالديانات الإبراهيمية، التي تقوم على البحث عن المشترك الإبراهيمي عبر إعادة تأويل النصوص الدينية المشتركة التي سيكون لها القدسية، وحل النزاعات عبر المشترك الإبراهيمي، في ظل وجود ثلاثة أديان لا تتقاطعتشابكاتها إلا في ديانة واحدة.
وهناك مشروعات صهيونية لإثبات أنهم أصحاب الحق على الخريطة السياسية، وأن لهم حقوقا في الأراضي العربية، بل ويطالبون بتعويضات في المقابل، ومن أبرز هذه الجهود:
- إنشاء جمعيات حفظ التراث اليهودي في البلدان العربية والغربية والإفريقية، والتي تسعى لتجميع وثائق حول وجود اليهود وتراثهم في البلدان التي توجد فيها هذه الجمعيات، لاستغلالها لاحقا في تزييف الحقائق، ضمن مشروع صهيوني عالمي.
ويحاول اليهود، من خلال علم الوراثة، إثبات أنهم الشعوب الأصلية في المنطقة، حيث تعد الدراسات الوراثية لليهود جزءا من علم الوراثة السكانية. وتبحث هذه الدراسات في أصول السكان اليهود، لإثبات اشتراكهم في الجينات، والإدعاء بانحدارهم من أصل واحد في منطقة الشرق الأوسط، لتزوير وتسييس الإدعاء بإثبات حقوق ليس لهم مكان فيها. وتوضح خرائط وزارة الخارجية الإسرائيلية، أماكن وجود اليهود وخروجهم من بلدان العالم المختلفة، مع التركيز على المنطقة العربية.
- ظهور كتب ودراسات تتحدث عن الحق في عودة اليهود إلى الأرض العربية، ككتاب (آفي ليبكن)، ضابط الموساد السابق، بعنوان "العودة إلى مكة”، ومطالبته بأحقية اليهود في مكة والمدينة، وأن الكعبة رمز للديانات اليهودية وليس للإسلام، وربطه المدينة بتاريخ سيدنا شعيب، مستخدما أسفار التكوين والخروج والعهد القديم والعهد الجديد، فضلا عن طرحه أن الإسلام هو الخطر على البشرية، وأن الحل هو التخلص من الإسلام عبر السيطرة على الكعبة، لتكون تحت سيادة يهودية مسيحية غربية.
ويرى ليبكن أن هذا لأمر سيتحقق عبر إثارة النزاع بين السنة والشيعة، وقيام حرب دموية بينهم تؤكد عدم قدرتهم على حماية المقدسات. ومن ثم يكون تأمين حماية المقدسات إما عبر التدويل، وإما عبر سيطرة سلطة دينية (سمحة) كإسرائيل لإدارتها. وفي عام 2008 أسس ليبكن حزبا سياسيا باسم "الحزب التوراتي المسيحي اليهودي”.
تنظر الصهيونية إلى الأرض كأرض مقدسة وحق تاريخي لليهود، من أجل الخلاص. ويعتقد الصهاينة أن الإله وعد إبراهيم وعاهده على أن تكون هذه الأرض لنسله. فهي "أرض الميعاد، التي سيعود إليها المسيح تحت قيادة (المسيح المخلص)، أي الأرض التي ستشهد نهاية التاريخ.
وفي بداية ظهور الحركة الصهيونية كان المخطط هو الحصول على الأرض الموعودة "أرض إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات”. وفي البداية لم يعلن عن حدود إسرائيل السياسية في دستور محدد. ومع الدخول في تسويات سياسية مع دول الجوار، تمت الإشارة إلى حدوث مراجعات والتخلي عن هذا المفهوم، مقابل ظهور مفاهيم جديدة مثل إسرائيل العظمى اقتصاديا المهيمنة على المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج.
وتعد تركيا من الدول المتواطئة، والتي تتقاطع مع المخططات الغربية، وهي مطروحة كدولة ثانية ضمن مخطط الولايات المتحدة الإبراهيمية، والذي يستهدف البترول العربي، ومنابع النيل، مع وضع البلدان العربية تحت الهيمنة الإسرائيلية - التركية.
تسعى إسرائيل للترويج للتطبيع ، ولو إجباريا، فقد طرحت تنظيم كأس العالم عام 2030 بالشراكة مع الإمارات.
ومن خلال إنشاء البيوت الإبراهيمية، يجري العمل على غسل أدمغة الشباب العربي والإسلامي، وتحقيق التقارب مع الصهاينة، الذين يخضعون لعملية إعداد مكثفة قبل استضافة المناقشات والفعاليات المشتركة بين الأديان. وينتمي كلا عضو من أعضاء المجموعة إلى واحد من المعتقدات الدينية الإبراهيمية: اليهودية أو المسيحية أو الإسلام. وقد تم افتتاح البيت الأول في لوس أنجلوس عام 2020، حيث استضاف البيت الإبراهيمي، وجبات الإفطار الرمضاني، وفعاليات العبادات البهائية، والعروض السينمائية.
ومن أجل الترويج لهذه الهوية، تم الإعلان عن إنشاء قناة فضائية إبراهيمية، بهدف مكافحة التمييز، ودعم الأقليات، ونشر قيم التسامح، ونشر السلام بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية، الأمر الذي يؤكد أن الهدف هو دعم قبول إسرائيل والصهاينة.
لم تعد اتفاقات ابراهام قاصرة على الدول العربية، ولكنها شملت دولا أخرى كالهند واندونيسيا، لنشر المخطط بين الدول الآسيوية، وبين أتباع الديانات السماوية وغير السماوية.
ومن مخرجات اتفاقات ابراهام التي تم الإعلان عنها، زيارة عشرات الآف السياح الإسرائيليين الإمارات، وتغيير المناهج لتشير إلى اتفاقات أبراهام، والاحتفال بالهولوكوست في الإمارات والمغرب، وإنشاء حائط مبكى في الإمارات، ومعبد ضمن بيت العائلة الإبرهيمية، وإنشاء نصب للهولوكوست في المغرب.
وبحسب المفكرين الأمريكان، فإن نهاية التاريخ، ستحدث عقب هيمنة إسرائيل وصعودها، وهذه الهيمنة طريقها الوحيد هو الاتحاد الإبراهيمي تحت مسمى "الولايات المتحدة الإبراهيمية”، بحجة نقص الموارد وندرتها في ظل الحاجة إلى تكنولوجيا متقدمة لاستغلالها وتنظيمها، وهي تتوافر في إسرائيل وتركيا. لذا تتفاعل تركيا وتتقاطع مع العديد من المخططات الفرعية المدمرة للمنطقة، مع الإعلان عن نهاية الدول القومية، وتحويلها إلى ولايات فرعية، وكل ذلك لتغييب التناقض الوجودي بين المشروع الإستيطاني الاستعماري الصهيوني، وبين الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني والعربي عموما.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق