إلى من يرون الأردن فندقًا.. وإلى من صنعهم الأردن لكنهم لم يصنعوا له شيئًا!

اليوم كان الشارع يهتف، والناس تصرخ، والجليد والمطر والبرد ما أوقفوا حد..

"الأردن مش للبيع.. مش ممر ومش مستقر.. ومش مكان لتصفية حسابات أي طرف!"

الفقراء، البسطاء، الشباب، الشيوخ، النساء.. كلهم كانوا هناك، وسط المطر والثلج، يهتفون للأردن، يهتفون للحق، يهتفون لغزة.

لكن.. أين كنتم أنتم؟

أين كنتم، يا أصحاب المعالي، والسعادة، والمناصب الذهبية؟

أين كنتم يا أصحاب الحسابات البنكية المحصّنة، والفلل، والقصور، وجوازات السفر الثانية؟

أين كنتم يا من أكلتم من خير الأردن، ووقت الجد كنتم أول من تخلى عنه؟

نحن نعرف الجواب..

كنتم في دفء القصور، خلف الجدران المكيفة، تنظرون من النوافذ على الناس في الشوارع..

تتفرجون بصمت، لأن هذه المعركة ليست معركتكم.. بلدنا ليس بلدكم، هو مجرد محطة عبور، مجرد فندق فاخر أقام فيكم، ولم تقيموا فيه!

الأردن وطننا، لكنه بالنسبة لكم مجرد "خطة بديلة".

نحن نحبه بلا شروط، بلا عقود، بلا استثمارات.. أنتم تحبونه فقط إذا كانت فيه مصالحكم، وإذا شعرتم بالخطر، الحقائب جاهزة، التذاكر محجوزة، والبيوت البديلة بانتظاركم..

لكن اسمعوا جيدًا:

الأردن ليس فندقًا تتركونه عند أول أزمة!

الأردن ليس مجرد مكان لإدارة أعمالكم، ثم المغادرة عندما تسخن الأوضاع!

الأردن ليس حقيبة سفر تحملونها متى شئتم، وتتركونها متى شئتم!

من صنعه الأردن لا يبيعه.. ومن صنعوا ثرواتهم منه، باعوه بأول فرصة!

لكن هذا الوطن لا يعتمد عليكم.. ولا يحتاجكم..

لأن الأردن ليس معاليكم، ولا سعادة سيادتكم، ولا نخبتكم..

الأردن هو الناس البسطاء الذين خرجوا رغم المطر والثلج ليقولوا "لا"..

الأردن هو الذي يضحي شبابه بأرواحهم من أجله، وهو الذي يهتف الناس لأجله حتى وهم يعرفون أنكم، يوم تسوء الأمور، ستكونون أول من يهرب!

الأردن ليس فندقًا.. وولاؤنا ليس مؤقتًا.. وعندما ترحلون، سيبقى الأردن لأصحابه الحقيقيين..

أما أنتم، فلا تنسوا أنتمائكم الجديد، ولا تقولوا "كان لنا وطن" عندما تكتشفون أن الأوطان لا تباع ولا تشترى!