تسبب انهيار صخري مفاجئ في أحد الجبال بمنطقة الوسطي بمديرية يهر، التابعة إدارياً لمحافظة لحج، اليوم الجمعة، بمقتل طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات وإصابة اثنين آخرين بكسور متعددة.

وأثار الحادث حالة من الذعر والرعب بين السكان المحليين الذين سارعوا إلى تقديم المساعدة للضحايا.

وفقًا لمصادر محلية، وقع الانهيار الجبلي نتيجة التغيرات المناخية الأخيرة التي شهدتها المنطقة، حيث تسبب الأمطار الغزيرة والرياح القوية في تآكل الصخور الهشة بالجبال المجاورة، مما أدى إلى سقوط كميات كبيرة منها على أحد المنازل القريبة.

وقد كان عدد من المواطنين يتواجدون بالقرب من الموقع أو داخل المنزل عندما حدث الانهيار، مما أسفر عن دفنهم جزئيًا تحت الأنقاض.

سرعان ما تحرك السكان المحليون بشكل عاجل لإخراج الضحايا من تحت الصخور الكبيرة، حيث قاموا باستخدام أدوات بدائية ومعدات يدوية بسيطة بسبب نقص الإمكانيات.

وبفضل جهودهم المخلصة، تم إنقاذ شخصين آخرين كانوا لا يزالون على قيد الحياة، وتم نقلهم إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج اللازم. فيما لم تتمكن الفرق المحلية من إنقاذ الطفلة ذات الثلاث سنوات، التي توفيت متأثرة بإصاباتها الخطيرة.

وأظهر تسجيل مصور تداوله نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد مؤثرة أثناء هرع الأهالي لإخراج الضحايا من تحت الأنقاض.

كما ظهرت لقطات تُبرز حجم الدمار الناتج عن الانهيار، حيث غطت الصخور الكبيرة منطقة واسعة من الأرض، وتسببت في تدمير جزء كبير من المنزل المتضرر.

وفي تعليقات على الحادث، طالب العديد من المواطنين الجهات الحكومية والمختصة بتوفير المزيد من الإجراءات الوقائية والتدابير اللازمة لحماية السكان من مثل هذه الكوارث الطبيعية.

وأشاروا إلى أن المناطق الجبلية في يافع تعاني من ضعف البنية التحتية وعدم توفر خطط استعداد وطنية للتعامل مع الكوارث الطبيعية.

من جانبها، أكدت السلطات المحلية أنها بدأت تحقيقًا فوريًا حول أسباب الانهيار، مشددين على أهمية توعية السكان بأخطار التغيرات المناخية وضرورة الالتزام بالتعليمات الأمنية.

كما وعدوا بإعادة بناء المنزل المتضرر وتقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة من الحادث.

يبقى هذا الحادث ناقوس خطر يدعو الجميع إلى إعادة النظر في سياسات التنمية المستدامة وتعزيز الجهود لمواجهة الكوارث الطبيعية التي أصبحت تشكل تهديدًا متزايدًا على حياة السكان في المناطق الجبلية.