نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ”عقل” ينطلق من السعودية.. نموذج ذكاء اصطناعي عربي متطور بمواصفات عالمية - الخليج الان اليوم الاثنين 10 فبراير 2025 03:56 مساءً
في خطوة تُعد نقلة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي العربي، أعلنت شركة "وايد بوت" المصرية عن إطلاق نموذج "عقل AQL"، الذي يُعد أول نموذج لغوي ضخم (LLM - Large Language Model) يتم استضافته محليًا على خوادم داخل المملكة العربية السعودية. يأتي هذا الابتكار كجزء من استراتيجية التحول الرقمي التي تنتهجها السعودية، حيث يسهم في تعزيز خصوصية البيانات، ويدعم الاستخدامات الحكومية والتجارية دون الحاجة إلى تخزين البيانات خارج المملكة.
"عقل": ثورة في الذكاء الاصطناعي العربي
يمثل نموذج "عقل" قفزة غير مسبوقة في تطوير الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، حيث صُمم خصيصًا لفهم ومعالجة اللغة العربية بلهجاتها المختلفة، مما يجعله أكثر دقة من النماذج العالمية الأخرى في التعامل مع المستخدمين العرب.
خلال مشاركته في مؤتمر "ليب 2025" بالرياض، صرّح محمد نبيل، الرئيس التنفيذي لشركة "وايد بوت"، بأن هذا النموذج يمثل خطوة محورية في تحسين البنية التحتية التقنية للقطاعين الحكومي والخاص في السعودية، موضحًا أن "عقل" قادر على فهم أكثر من 30 لهجة عربية إلى جانب دعمه للعربية الفصحى بشكل متقدم.
وأضاف نبيل:
"قمنا بتطوير "عقل" بالتعاون مع فريق من الخبراء اللغويين، حيث يعتمد كل منهم على لغته الأم لضمان دقة معالجة اللهجات المختلفة، مما يجعل النموذج أكثر تكيفًا مع احتياجات المستخدم العربي مقارنة بالنماذج العالمية."
تحديات الذكاء الاصطناعي العربي والحلول المبتكرة
أكد محمد مصطفى، مدير التقنية في "وايد بوت"، أن النموذج يتميز بالسرعة والدقة في معالجة البيانات، مما يجعله منافسًا قويًا للنماذج العالمية، خاصة في المهام المتعلقة باللغة العربية.
وأشار مصطفى إلى أن الشركة حرصت على توفير نموذج يلبي المتطلبات الأمنية الصارمة، ولهذا تم التعاون مع "جوجل كلاود" لتشغيل "عقل" على خوادمها داخل السعودية، ما يضمن توافقه مع أعلى معايير الأمن السيبراني وحماية خصوصية المستخدمين.
وأضاف مصطفى:
"هذا التعاون يضمن أن جميع البيانات يتم معالجتها محليًا داخل المملكة، مما يعزز من موثوقية النموذج واستخدامه في التطبيقات الحكومية والمالية والأمنية."
"عقل" ينافس النماذج العالمية بقدرات استثنائية
أُطلق "عقل" رسميًا في 30 سبتمبر 2024، وهو يعتمد على 7 مليارات متغير، ما يجعله أصغر من بعض النماذج العالمية، لكنه يتمتع بأداء متقدم ينافس نماذج أكبر منه بعشر مرات.
ويتصدر النموذج اختبارات الذكاء الاصطناعي العالمية، حيث تفوّق في اختبارات MMLU وARC Challenge وRACE على جميع النماذج العربية الحالية، كما يدعم أكثر من 30 لغة عالمية، لكنه يركز بشكل أساسي على إتقان اللغة العربية بكافة تفاصيلها.
على عكس نماذج مثل ChatGPT وGemini، التي تقدم دعمًا عامًا للغات المتعددة، فإن "عقل" مصمم خصيصًا لدعم اللغة العربية، مما يجعله خيارًا مثاليًا للحكومات والشركات الراغبة في تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي تعتمد على الدقة اللغوية الفائقة.
الذكاء الاصطناعي العربي يخطو نحو الاستقلالية التقنية
يمثل نموذج "عقل" نقلة نوعية في تعزيز استقلالية الذكاء الاصطناعي العربي، حيث يتيح للمؤسسات والحكومات والشركات الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى الاعتماد على منصات خارجية، مما يعزز من الأمن الرقمي والسيادة التكنولوجية.
وأكد نبيل أن "عقل" ليس مجرد نموذج ذكاء اصطناعي، بل هو حجر الأساس لتطوير تطبيقات متخصصة باللغة العربية، سواء في مجال تحليل البيانات، أو أتمتة العمليات، أو تطوير خدمات ذكية تعتمد على التفاعل الطبيعي مع المستخدمين.
نحو مستقبل أكثر ذكاءً باللغة العربية
مع تسارع تطورات الذكاء الاصطناعي في العالم العربي، يشكل إطلاق "عقل" خطوة مهمة لتعزيز ريادة المنطقة في هذا المجال، ويمثل فرصة فريدة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بطريقة تحترم الخصوصية وتعزز الأمن الرقمي.
ومن المتوقع أن يكون لهذا النموذج تأثير واسع على مختلف القطاعات، بدءًا من الخدمات الحكومية، مرورًا بالقطاع المالي، وصولًا إلى التجارة الإلكترونية وخدمات المستهلكين، مما يجعله نموذجًا واعدًا لمستقبل الذكاء الاصطناعي العربي.
0 تعليق