كشفت صحيفة "التليجراف" البريطانية عن قرار قضائي مثير للجدل في بريطانيا، حيث سُمح لمجرم ألباني بالبقاء في المملكة المتحدة جزئياً، بسبب حساسية ابنه البالغ من العمر 10 سنوات تجاه الطعام، تحديداً نفوره من "قطع الدجاج الأجنبية" أو "الناجتس" المتوافرة في الخارج.

قرار المحكمة والسبب الغريب:

في حكم محكمة الهجرة، قالت المحكمة إن إبعاد الصبي إلى ألبانيا سيكون "قاسياً بشكل غير مبرر"، مما يهدد حياة الطفل بشكل جدي. ويبدو أن المحكمة أخذت في الحسبان حساسية الطفل تجاه الطعام كعنصر رئيسي في القضية، حيث كان المثال الوحيد المقدم للمحكمة هو رفض الطفل لتناول أنواع دجاج معينة.

أسباب قانونية ودعوى انتهاك حقوق الإنسان:

استند القاضي في حكمه إلى الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن إبعاد الأب سيؤثر على العلاقة الأسرية بينه وبين ابنه، مما دفعه للسماح للأب بتقديم استئناف ضد قرار الترحيل. ويعتبر هذا القرار جزءاً من 34169 استئنافًا للجوء في المملكة المتحدة، مما يعكس زيادة كبيرة في القضايا المعلقة مقارنةً بالعام الماضي.

تأثير القضايا القانونية على سياسة الهجرة:

تأتي هذه القضية في وقت حساس بالنسبة لحزب العمال في المملكة المتحدة، الذي يواجه تحديات في تسريع إجراءات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين. وتعرقل هذه القضايا القانونية، المرتبطة بحقوق الإنسان، جهود الحكومة في إظهار موقف صارم تجاه الهجرة، خاصة مع صعود حزب الإصلاح اليميني المتطرف.

الحملة الحكومية لمكافحة الهجرة غير القانونية:

في ظل هذه القضايا القانونية، أطلقت الحكومة البريطانية حملة لمكافحة الهجرة غير القانونية، حيث تم الإعلان عن زيادة كبيرة في عمليات الاعتقال والمداهمات، بنسبة تصل إلى 73% في الشهر الماضي. كما يتم نشر صور ومقاطع فيديو لترحيل المهاجرين على متن الطائرات، في محاولة لتحسين الصورة العامة حول تعامل المملكة المتحدة مع الهجرة.

التحديات الانتخابية وصعود حزب الإصلاح:

تأتي هذه الحملة في وقت حساس بالنسبة لحزب المحافظين وحزب العمال، الذين يسعيان لتفادي تهديدات حزب الإصلاح اليميني بقيادة نايجل فاراج، الذي نال دعمًا واسعًا في استطلاعات الرأي بسبب مواقفه المتشددة ضد الهجرة غير الضرورية.

هذه القضية، وغيرها من القضايا القانونية المتعلقة بالهجرة، تبرز التحديات المستمرة في إدارة سياسة الهجرة البريطانية في مواجهة ضغوط حقوق الإنسان والانتخابات المقبلة.