في تصعيد جديد على خلفية الأوضاع المتوترة بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت الحركة عن تأجيل عملية الإفراج القادمة عن المحتجزين الإسرائيليين. 

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب اتهام حماس لإسرائيل بمخالفة بنود اتفاق الهدنة، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.

يأتي هذا الإعلان بعد ساعات قليلة من إعلان وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مقتل "شلومو منتسور"، أحد أقدم الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، ما أضاف المزيد من التوتر والاحتقان بين الجانبين.

مقتل "شلومو منتسور" يغذي التوترات 

أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الثلاثاء، بمقتل شلومو منتسور (86 عامًا)، الذي يعد أكبر أسير إسرائيلي لدى حركة حماس، حيث تم قتله في السابع من أكتوبر 2023، بينما كانت جثته محتجزة في قطاع غزة. 

وكان منتسور قد تم اختطافه خلال العمليات العسكرية السابقة بين الجانبين. 

وقد صدم الخبر العائلات الإسرائيلية، حيث كان منتسور أحد أبرز الشخصيات لدى "كيبوتس" مكان إقامته. 

في هذا السياق، صرح المتحدث باسم حماس أن الحركة ستتخذ إجراءات تجاه هذا الحادث، مشيرًا إلى أن إسرائيل فشلت في الالتزام باتفاقات الهدنة الموقعة بين الجانبين.

احتجاجات أهالي المحتجزين في إسرائيل

على إثر الإعلان عن مقتل منتسور، شهدت إسرائيل تظاهرات واسعة من قبل أهالي المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، حيث أغلقوا الطريق المؤدي إلى القدس، مطالبين بالإفراج الفوري عن أبنائهم. 

جاء هذا الاحتجاج في الوقت الذي كان من المقرر فيه أن تعقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعًا لبحث تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل المحتجزين. 

وتأتي هذه الاحتجاجات وسط حالة من الغضب الشعبي بعد التأجيل المعلن لعملية الإفراج.

اتهامات حماس لإسرائيل بمخالفة الاتفاق 

في خطوة تصعيدية، أعلن المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، في بيان رسمي أنه تم تأجيل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين إلى أجل غير مسمى، حتى تلتزم إسرائيل ببنود اتفاق الهدنة. 

وقال أبو عبيدة إن حركة حماس راقبت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية "انتهاكات العدو" وعدم التزامه ببنود الاتفاق. 

وأشار إلى أن إسرائيل لم تلتزم بإعادة النازحين إلى شمال غزة كما كان متفقًا عليه، إلى جانب استهدافها للمدنيين الفلسطينيين بالقصف وإطلاق النار في مختلف المناطق. 

كما اتهم البيان إسرائيل بعدم إدخال المساعدات الإنسانية كما تم الاتفاق عليه، وهو ما جعل حماس تؤجل عملية الإفراج عن المحتجزين.

الموقف الإسرائيلي ورد الفعل الدولي

من جانبه، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الجيش الإسرائيلي قد أبلغ عائلة منتسور بوفاته صباح الثلاثاء. 

في حين دعت الحكومة الإسرائيلية إلى ضرورة تطبيق الاتفاقات مع حماس بشكل كامل، مشيرة إلى أهمية مواصلة العمل على تعزيز الاستقرار في المنطقة. 

ورغم التصعيد الأخير، تأمل الحكومة الإسرائيلية أن تسهم المفاوضات مع حركة حماس في التوصل إلى تسوية تضمن الإفراج عن الأسرى في أقرب وقت، وتؤدي إلى استقرار أمني مستدام.

التوقعات المستقبلية 

بينما يتصاعد التوتر بين حماس وإسرائيل، تزداد المخاوف من أن تؤدي هذه التطورات إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار في المنطقة. 

ومع تأجيل الإفراج عن المحتجزين، تبدو الآمال في تحقيق اتفاق نهائي بشأن تبادل الأسرى مشوشة، مما يضع مزيدًا من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية والحركة الفلسطينية على حد سواء.