أشجار العود في هونغ كونغ مهددة بفعل عمليات القطع غير القانونية - الخليج الان

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أشجار العود في هونغ كونغ مهددة بفعل عمليات القطع غير القانونية - الخليج الان اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025 02:42 مساءً

على بعد خطوات قليلة من مختبره، يشير عالم الوراثة تشانغ هوارونغ إلى جذع شجرة قطعها حطّابون غير قانونيين، على قوله، بحثا عن صمغها العطري الثمين المعروف بالعود.

تضم الغابات المحيطة بهونغ كونغ أنواعا كثيرة من الأشجار التي تنتج هذه المادة الباهظة الثمن والتي تُستخدم في البخور والعطور وحتى الطب الصيني.

وارتفعت عمليات القطع غير القانوني لهذه الأشجار اثنتي عشرة مرة خلال العام 2023 مقارنة بالعام 2022، بحسب هيئة الزراعة ومصائد الأسماك والحفظ في هونغ كونغ (AFCD).

ويؤكد المدافعون عن البيئة أنّ ارتفاع الطلب في السوق السوداء في الصين القارية وفي الخارج يغذي هذا الاتجار.

يتشكل العود عندما تفرز الأشجار مادة صمغية لعلاج الالتهابات الفطرية على جروحها المفتوحة. ويكون المنتج النهائي عبارة عن خشب صمغي عطري.

ويقول تشانغ هوارونغ الذي يعمل في الحديقة النباتية ومزرعة كادوري (KFBC) في شمال هونغ كونغ "في ليلة واحدة، قطع الحطّابون نحو عشرين شجرة".

ويضيف "أدركنا بعد ذلك أنّ علينا التحرّك لحماية هذه الأشجار".

- "ميناء العطور"-

السوق السوداء التي تدعم هذه النشاطات غير القانونية قائمة منذ زمن بعيد. واسم هونغ كونغ الذي يعني "ميناء العطور"، يعود إلى دورها التاريخي في إنتاج هذه المنتجات المعطرة وبيعها.

في مشغله حيث يدرّس الحرف التقليدية في هونغ كونغ، يمتلك آرون تانغ مجموعة من الأغراض المصنوعة من هذا الخشب الثمين، بينها مجوهرات منحوتة وزيوت وأعواد بخور.

خلال الدروس التي يوفرها، ينبّه طلابه إلى مخاطر شراء العود البري، ويبدي قلقه بشأن تأثير عمليات قطع الأشجار غير القانونية على الثقافة التقليدية لإنتاج العود.

يوضح تانغ، وهو مدير إحدى شركات إنتاج العود، أن "العود البري مكلف جدا، إذ ان تكلفته أعلى بكثير من المستخرج من أشجار يتم زرعها".

ويؤكد التاجر أنه لا يشتري إلا المواد الأولية المستخرجة من الأشجار المزروعة.

ولكن يشير إلى أنّ مَن يشترون العود المستخرج بشكل غير قانوني ليسوا موجودين في هونغ كونغ. ويشكك تحديدا في بعض المنتجات التي تُباع عبر منصات التجارة الإلكترونية الصينية مثل "تاوباو".

وللحصول على العود بسرعة أكبر، يقطع الحطابون أجزاء من الأشجار التي لا تقاوم على المدى البعيد، على ما يوضح الباحث ديفيد لاو من جامعة هونغ كونغ لوكالة فرانس برس.

ويضيف "ثم يقطعون كامل الشجرة"، مشيرا إلى جذع شجرة صغيرة قُطع في حرم جامعته سنة 2017.

أما المنتجون فيسمحون لأشجار العود أن تتعافى بعد استخراج العود منها، على قول لاو.

- إعادة تشجير الغابات -

وتتحرك الأوساط المحلية والعلمية لحماية ما تبقّى من هذه الأشجار.

منذ العام 2017، تسعى الحديقة النباتية ومزرعة كادوري حيث يعمل تشانغ، لإعادة زرع المنطقة بهذه الأشجار المهددة بالانقراض.

يتجوّل وفريقه عبر الغابات لأخذ عينات من الحمض النووي للأشجار المحمية من أجل ملء قاعدة بيانات. ويمكن لسلطات هونغ كونغ بعد ذلك مراجعة هذه القاعدة لتحديد مصدر العود الذي يصل إلى التجار.

وتقول سلطات هونغ كونغ إنها تسيّر دوريات في المناطق "التي تضم أعدادا كبيرة من أشجار العود"، بحسب الناطق باسم هيئة الزراعة ومصائد الأسماك والحفظ في هونغ كونغ.

وتشير السلطات إلى أنّ عمليات قطع الاشجار غير القانونية انخفضت منذ بدء تطبيق هذه التدابير في العام 2018، والتي تشمل أيضا تركيب أقفاص معدنية حول الأشجار التي يسهل الوصول إليها.

يقول الخبير في البستنة بول ميلسومو الذي يعمل في هونغ كونغ منذ أكثر من 20 عاما "أعتقد أن السبب الرئيسي لانخفاض أعداد هذه الأشجار يتمثل في تراجع عدد الأشجار التي يمكن قطعها".

وقد تولى وجوزفين نداكا، إحدى الموظفات في KFBC، نقل أشجار العود الصغيرة من المشتل في الغابة.

ويقول "قُطعت كل الأشجار واختفت بالكامل في عدد كبير من غابات هونغ كونغ".

وفي العام 2024، قالت دائرة الجمارك في هونغ كونغ إنها صادرت في عملية واحدة نحو طن واحد من العود تُقدّر قيمته بـ2,3 مليون دولار.

ويقول ميلسوم لوكالة فرانس برس إنه زرع أشجار بخور في أماكن أبقاها سرية منذ 15 عاما.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق