تعد ميليشيا الحوثي الإرهابية واحدة من أخطر الجماعات المتطرّفة التي تهدد استقرار الأمن الإقليمي والدولي، ليس فقط بسبب ممارساتها العسكرية والسياسية، بل أيضًا بسبب العقائد التكفيرية والتخريبية التي تتبناها وتروج لها، تسعى هذه الميليشيا للسيطرة على أراضي اليمن لنشر أفكارها المنحرفة بالقوة، وتكفير كل من يخالفها في الرأي.

لا يقتصر تكفير الآخرين على مجرد الفروقات والاختلاف في الاعتقادات الدينية للميليشيا، بل يمتد ليشمل كل من لا يتبنى أفكارها السياسية والفكرية، وهو ما أسهم في نشر ثقافة العنف والكراهية في المجتمع، وحوّل الاختلافات الفكرية إلى صراعاتٍ دامية تهدّد استقرار المنطقة بأكملها.

ومن خلال تبنيها لهذه العقائد التكفيرية، تقوم ميليشيا الحوثي بتدمير الثقافة الإسلامية التقليدية التي تتسم بالتسامح والاعتدال بالأفكار المتطرفة، وتسعى الميليشيا إلى تحويل المجتمعات الإسلامية إلى بيئاتٍ معزولة مليئة بالتوترات الطائفية والعرقية، وهو ما يتنافى مع المبادئ الأساسية التي قام عليها الإسلام من العدل والمساواة.

إضافة إلى ذلك، لا تقتصر أهداف ميليشيا الحوثي على نشر الأفكار التكفيرية داخل المجتمع اليمني فحسب، فهي تحاول تصدير هذه الأفكار إلى خارج اليمن، من خلال تحالفاتها مع جماعات متطرفة في مناطق أخرى من العالم، تهدف من خلالها لاستهداف وحدة الأمة الإسلامية وتوسيع دائرة النزاع الطائفي في المنطقة.
لا يختلف الفكر الحوثي التكفيري عن النهج التي تتبعه الجماعات المتطرّفة الأخرى، وفي الوقت الذي تسعى الميليشيا الحوثية جاهدةً إلى إثبات محاربتها لهذه الجماعات والتنصّل منها، نجدها تتقمّص الأسلوب التكفيري ذاته، هذا التناقض الكبير بين خطابها والممارسات التي تقوم بها يكشف نواياها الحقيقية في السيطرة على المجتمع لإقصاء المخالفين لها والتخلص ممن يشكك في عقيدتها أو يرفض الانصياع.