شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: لبنان ينظر الى مصر والاردن والحكومة وضعت الرئيس في "بوز المدفع" - الخليج الان ليوم الجمعة 14 فبراير 2025 02:28 صباحاً
حين حذر الرئيس الاميركي السابق جو بايدن من خطر وصول الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب الى السلطة خلال الحملات الانتخابية الاميركية، لم يحظ بالكثير من المصداقية، ربما بسبب تراجع وضعه الصحي وحالات النسيان التي كان يعاني منها وحوّلته الى محطة للسخرية في كل انحاء العالم، ودفعته الى الانسحاب من السباق الرئاسي في الامتار الاخيرة. ولكن، ها هي الايام تثبت ان هذا العجوز الاميركي كان على حق، وها هو ترامب يعمد الى تغيير خريطة العالم وعادات نشأ عليها الاميركيون لاجيال.
واحدة من عواصف "جنون ترامب"، تكمن في "رمي" الفلسطينيين خارج ارضهم وتوسيع حدود دولة اسرائيل، وتشتيت اصحاب الارض الى كل من مصر والاردن وبدرجة اقل، المملكة العربية السعودية، ما يعني حكماً بالنسبة الى لبنان ابقاء اللاجئين الفلسطينين على ارضه وانهاء اي بصيص امل في عودتهم الى ارضهم. عين لبنان حالياً على مصر والاردن، فكل منهما رفع الصوت معارضاً فكرة ترامب، حتى ان العاهل الاردني التقاه في محاولة لثنيه عن هذه الخطة الجهنمية، ولكن يبدو ان ادخال المنطق الى رأس ترامب اشبه بالمستحيل، فهو هدد بوقف الاموال عن البلدين، ما لم يتجاوبا معه في طرحه، وعلى الرغم من انه لا يمكنه تهديد السعودية بالمثل، الا انه لا بد ان يلجأ الى تهديدات جدية قد تكون سياسية وامنية لدفعها الى مجاراته في ما يطلبه.
الهدف طبعاً هو اراحة اسرائيل، وفي هذا السياق، ينتظر لبنان ما سيستجد من تطورات، ولكنه مشغول حالياً بقضية اكثر سخونة بالنسبة اليه وتتمثل في الدور المحدد له في خطة الرئيس الاميركي لناحية توسيع حدود اسرائيل، والعمل على اقناع الادارة الاميركية بوجوب تحقيق الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية التي احتلتها بعد انتهاء الحرب الاخيرة، وذلك ضمن الموعد المحدد المتفق عليه بعد التمديد، اي في 18 شباط الحالي. وفي هذا السياق، كان لافتاً ما صدر عن مجلس الوزراء بعد جلسته الاولى التي عقدت في بعبدا، حيث قال وزير الاعلام الجديد بول مرقص ان رئيس الجمهورية قال رداً على سؤال: "اكد فخامة الرئيس على موعد الانسحاب الاسرائيلي، ونحن على علم بالتحدّيات، ولكن هناك تأكيد من فخامته على موعد الانسحاب".
التشديد على ما قاله الرئيس جوزاف عون ورمي كرة النار عنده فقط، انما يدل على ان الحكومة بدأت باكراً في تحويل الانظار عنها باتجاه بعبدا، ووضع رئيس الجمهورية في "بوز المدفع" كما يقال بالتعبير اللبناني، اي في الواجهة، فإذا تحقق الانسحاب في الموعد المحدد، انضمت الحكومة الى عون في حصد المكاسب، وان لم يتحقق، يكون الرئيس خط الدفاع الاول فيتحمل الصدمة الاكبر قبل ان تتحمل الحكومة تداعيات هذه الصدمة بشكل اخف.
التعويل هو على الاميركيين، ولكن اذا بقي ترامب على اصراره والعمل من دون حسيب او رقيب، فكيف يمكن التعويل على الحكمة او المنطق للحديث معه عن هذه الامور، واقناعه بأن هذا الطرح انما هو بذور انفجار كبير في المنطقة، قد لا يتم بشكل سريع حالياً ولكنه سيكون كالقنبلة الموقوتة التي ستغيّر بالفعل وجه المنطقة ككل، انما نحو الاسوأ، فتتغيّر هوية مصر والاردن وهما الحليفتان الصادقتان لواشنطن منذ عقود طويلة، كما سيتغبّر الوضع حتماً في سوريا ولبنان والعراق، وليس وفق ما يشتهي الاميركيون ولا الاسرائيليون، بحيث سيتحول كل شبر جديد من الدولة الاسرائيلية "الموسعة" الى ارض خصبة للمقاومة الشاملة، حتى ولو تمّ التطبيع او توقيع اتفاقيات سلام.
على امل الا يزرع ترامب حصاده في المنطقة، لئلا يحصده اولادنا واولاد العالم اجمع مصائب وويلات.
0 تعليق