نعرض لكم متابعينا الكرام أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: كيندريل: 51% من الشركات تعاني نقصًا في الكفاءات المؤهلة لإدارة تقنيات الذكاء الاصطناعي - الخليج الان المنشور في الخميس 19 يونيو 2025 01:18 مساءً
توصلت دراسة عالمية حديثة نشرتها (كيندريل) Kyndryl، الشركة المتخصصة في تقديم الخدمات التقنية الحيوية للشركات، إلى أن نسبة ضئيلة من الشركات حول العالم بادرت بمواءمة إستراتيجيات القوى العاملة مع التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقد شملت دراسة كيندريل حول جاهزية الموظفين، استطلاع رأي لما يصل إلى 1100 قائد من قادة الأعمال والتكنولوجيا في 8 أسواق عالمية، وهي: البرازيل، وفرنسا، وألمانيا، والهند، واليابان، وإسبانيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.
وتهدف هذه الدراسة إلى فهم كيفية إدارة المؤسسات لوتيرة التغيرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي المستمر، والعقبات التي واجهتها، والإجراءات الضرورية التي يجب اتخاذها لإعداد القوى العاملة لديها بنحو أفضل.
فجوة الجاهزية في القوى العاملة:
أظهرت دراسة كيندريل حول جاهزية الموظفين، وجود فجوة واضحة بين الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي واستعداد القوى العاملة للاستفادة من هذه التقنيات، مع الإشارة إلى أن الشركات التي نجحت في سد هذه الفجوة حققت عوائد ملموسة على استثماراتها.
وتكشف الأرقام التالية حجم هذه الفجوة:
- استثمارات واسعة النطاق: استثمرت نسبة بلغت 95% من الشركات حول العالم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس الاهتمام العالمي بهذا المجال.
- نقص جاهزية القوى العاملة: أفاد 71% من قادة الشركات الذين شاركوا في الدراسة أن القوى العاملة لم تصل بعد إلى مستوى الجاهزية المطلوب للاستفادة من التكنولوجيا.
- فجوة المهارات: أشار 51% من قادة الشركات إلى أن شركاتهم تعاني نقصًا في الكفاءات المؤهلة لإدارة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
- مقاومة الموظفين: أكد 45% من الرؤساء التنفيذيين الذين شاركوا في الدراسة، وجود تحفظ أو مقاومة ملحوظة من معظم الموظفين تجاه تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وتعليقًا على هذه النتائج، قال مايكل برادشو، قائد الممارسات العالمية للتطبيقات والبيانات والذكاء الاصطناعي في كيندريل: “لقد نجح عدد محدود فقط من الشركات في توظيف الذكاء الاصطناعي بفعالية لتنمية أعمالهم. وتؤكد دراستنا أن الشركات التي لا تجعل قواها العاملة أولوية لديها ستتخلّف عن مواكبة التحوّلات، حتى مع امتلاكها بنية تحتية تقنية متطورة”.
التحديات والعوائد على الاستثمار:
ما زالت معظم الشركات غير قادرة على الاستفادة من حالات الاستخدام الثورية التي تؤدي إلى ابتكار منتجات وخدمات جديدة، وذلك في ظل انتشار المساعي لتطبيق الذكاء الاصطناعي.
وأظهرت دراسة كيندريل أن نسبة تبلغ 77% من الشركات في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تستثمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لكن أقل من نصفها (39%) يحقق عوائد إيجابية على الاستثمار. ويشير ذلك إلى أن الاستثمار وحده لا يكفي دون إستراتيجية متكاملة لدمج الذكاء الاصطناعي مع القوى العاملة.
تحديات تبني الذكاء الاصطناعي:
أظهرت دراسة كيندريل حول جاهزية الأفراد، أن شريحة محدودة من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي قد استثمرته بنجاح في نمو أعمالها بالتوازي مع ضمان جاهزية قواها العاملة، إذ تتخذ هذه الشركات خطوات إستراتيجية في إدارة القوى العاملة وتنعكس الفوائد إيجابيًا على جميع الموظفين.
ومن ثم؛ تواجه معظم الشركات صعوبات في الاستفادة من حالات الاستخدام الثورية للذكاء الاصطناعي، مثل: ابتكار منتجات وخدمات جديدة. يُعزى ذلك إلى ثلاث عقبات رئيسية:
- إدارة التغيير المؤسسي: تفتقر غالبية الشركات إلى إستراتيجيات فعالة لإدارة التغيير المرتبط بالذكاء الاصطناعي.
- غياب ثقة الموظفين بالذكاء الاصطناعي: يشكل القلق من تأثير الذكاء الاصطناعي في تفاعل الموظفين تحديًا كبيرًا لمعظم الشركات.
- فجوات المهارات: تعاني معظم الشركات نقصًا في الأدوات والعمليات اللازمة لتطوير وتتبع مهارات الموظفين، مما يعيق التقدم.
الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي نموذج للنجاح:
أظهرت الدراسة أن شريحة صغيرة من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي نجحت في التغلب على هذه العقبات من خلال إستراتيجيات مبتكرة، شملت:
- إدارة التغيير المؤسسي: أظهرت الدراسة أن الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي أكثر احتمالًا بثلاث مرات من غيرها للإبلاغ عن تنفيذ إستراتيجية مكتملة لإدارة التغيير المرتبط بالذكاء الاصطناعي في بيئة العمل.
- غياب ثقة الموظفين بالذكاء الاصطناعي: كشفت الدراسة أن الشركات الرائدة في الذكاء الاصطناعي تقل بنسبة تبلغ 29% عن غيرها في الإشارة إلى مخاوف تتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي في تفاعل الموظفين.
- فجوات المهارات: أظهرت الدراسة أن الشركات الرائدة في الذكاء الاصطناعي تتفوق بنسبة تبلغ 67% في توفير الأدوات والعمليات اللازمة لتطوير مهارات الموظفين، كما أن أربعة من كل عشرة منها لا تواجه أي تحديات تتعلق بالمهارات.
أهمية تهيئة القوى العاملة لعصر الذكاء الاصطناعي:
أكدت ماريجو شاربونييه، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في كيندريل، أن تهيئة القوى العاملة لعصر الذكاء الاصطناعي مهمة يسهل الحديث عنها، لكن يصعب تنفيذها، وهي أولوية عاجلة لقادة الشركات. وأشارت إلى أن كيندريل لديها منظومة متكاملة تؤهل موظفيها وأعمالهم للتغيير المستمر، من خلال استشراف تأثيرات الذكاء الاصطناعي في الأعمال، وربط بيانات المهارات باحتياجات العملاء، وتطبيق نهج متعدد المحاور لتزويد الموظفين بالمهارات الضرورية وتدريبهم على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملهم.
رؤية إقليمية:
أكد بيتر بيل، نائب الرئيس والمدير التنفيذي في كيندريل في الشرق الأوسط وإفريقيا، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تقدمًا لافتًا في قطاع الذكاء الاصطناعي، وشدد على دور الذكاء الاصطناعي كدعامة أساسية في خطط التحول الرقمي الوطنية لدول المنطقة.
وأشار إلى أن جاهزية القوى العاملة أصبحت نقطة نقاش محورية تتخطى حدود المنطقة لتشمل العالم أجمع. ودعا إلى تعاون مشترك بين المؤسسات الأكاديمية والحكومية وشركات التكنولوجيا وقادة القطاع لإعداد موظفين مؤهلين للاستفادة من القدرات الكاملة للذكاء الاصطناعي في المستقبل.
الخلاصة:
تسلط دراسة كيندريل الضوء على تحدٍ حاسم يواجه الشركات على مستوى العالم، وهو: ضرورة مواءمة إستراتيجيات القوى العاملة مع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فالاستثمار في التكنولوجيا وحده لا يكفي لضمان العوائد المرجوة، بل يجب أن يترافق مع جهود مكثفة لتدريب الموظفين، وبناء الثقة بالتقنيات الجديدة، وتنفيذ إستراتيجيات فعالة لإدارة التغيير المؤسسي.
كما أكدت أن الشركات التي تعطي الأولوية لتمكين قواها العاملة بالمهارات والأدوات اللازمة هي تلك التي ستتمكن من تحقيق أقصى استفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي ودفع عجلة النمو والابتكار.
تم
أخبار متعلقة :