نعرض لكم متابعينا الكرام أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: "عملية الزفاف الأحمر"..كيف نفذت إسرائيل الهجوم المفاجئ على طهران؟ - الخليج الان المنشور في الجمعة 27 يونيو 2025 03:13 مساءً
في الساعات الأولى من 13 يونيو 2025، نفذت إسرائيل واحدة من أجرأ عملياتها العسكرية في العقود الأخيرة، مستهدفة قلب العاصمة الإيرانية طهران، ضمن هجوم محكم التخطيط حمل الاسم الرمزي "الزفاف الأحمر"، في إشارة إلى المذبحة الشهيرة في مسلسل "صراع العروش".
وفقًا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال، فقد استهدفت المرحلة الأولى من العملية اجتماعًا أمنيًا سريًا في طهران، وأسفر الهجوم عن مقتل كبار قادة الجيش الإيراني. وفي عملية موازية حملت اسم "نارنيا"، تم تصفية تسعة من كبار العلماء النوويين داخل منازلهم، في هجمات متزامنة بدقة نُفذت بطائرات مسيّرة وفرق خاصة.
مصادر أمنية إسرائيلية كشفت أن التحضير للعملية بدأ منذ منتصف التسعينيات، مع تصاعد مؤشرات تطوير إيران لبرنامج نووي عسكري. ومنذ ذلك الوقت، عملت إسرائيل على بناء شبكة تجسس معقدة داخل إيران، شملت اغتيالات وتخريبًا وعمليات تهريب، لكنها لم تحقق الهدف النهائي.
وقال اللواء عوديد باسيوق، مدير شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، وأحد مهندسي الهجوم:
"كنا بحاجة إلى أكثر من التخريب، أردنا ضربة تنهي البنية التحتية النووية والعقل المدبر لها."
من أبرز التحديات التي واجهت العملية كانت المسافة الكبيرة، إذ تبعد المواقع الإيرانية المستهدفة أكثر من 1000 كيلومتر عن إسرائيل، ما تطلّب تدريبات متقدمة على التزود بالوقود جواً والطيران بتشكيلات دقيقة.
في عام 2008، أجرت إسرائيل مناورات أطلق عليها "الإسبرطي المجيد"، شاركت فيها أكثر من 100 مقاتلة، في محاكاة دقيقة للهجوم المرتقب، وحلّقت خلالها الطائرات لمسافات بعيدة نحو اليونان.
بحلول عام 2023، كانت إسرائيل قد كثفت ضرباتها لحلفاء إيران في المنطقة، وساهمت في إضعاف خطوط الدفاع الجوي المعادية، خاصة في سوريا ولبنان. بالتوازي، نجحت في تهريب مئات الطائرات المفخخة الصغيرة إلى داخل إيران، تم تجميعها سرًا قرب مواقع حساسة مثل منصات الصواريخ ومراكز القيادة.
وفي نوفمبر 2024، اجتمع أكثر من 120 ضابطًا من الجيش والمخابرات الإسرائيلية لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة تضم أكثر من 250 هدفًا من علماء ومراكز أبحاث ومنشآت عسكرية حساسة.
لتمويه الهجوم لضمان عنصر المباغتة، لجأت إسرائيل إلى حيلة إعلامية، إذ أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه بصدد أخذ عطلة عائلية استعدادًا لزفاف ابنه أفنير، في حين كان يراقب العملية من داخل غرفة عمليات تحت الأرض،في حين حتى العائلة لم تعلم بالتأجيل المتعمد للحفل.
تزامنًا مع ذلك، نُشرت تقارير صحفية تتحدث عن خلافات بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التحرك العسكري، فيما كتب ترامب على "تروث سوشال" منشورًا يؤكد تمسكه بالحل الدبلوماسي،وأن إسرائيل لن تتحرك من دون ضوء أخضر أميركي ، وهو ما ساهم في تضليل الجانب الإيراني.
مع اقتراب المقاتلات من طهران، ساد التوتر في غرفة العمليات الإسرائيلية بعد أن لوحظ تحرك مفاجئ لقادة سلاح الجو الإيراني، ما أثار الشكوك بأن الخطة كُشفت. لكن المفاجأة كانت أنهم اجتمعوا جميعًا في موقع واحد، ليتحول الموقع إلى "فخ قاتل"، أُغلق بإحكام بصواريخ دقيقة أنهت القيادة العسكرية العليا في دقائق.
في نفس اللحظة، كانت منازل العلماء النوويين تهتز بانفجارات متزامنة، نُفذت بعناية غير مسبوقة، أودت بحياة أبرز العقول التي كانت تدير البرنامج النووي الإيراني.
واستمرت الحملة الجوية الإسرائيلية 12 يومًا، استهدفت خلالها منشآت نووية، ومراكز تصنيع صواريخ، وبنى تحتية عسكرية حيوية. وانضمت الولايات المتحدة لاحقًا بغارات دقيقة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات.
وأعلنت إسرائيل وقف إطلاق النار، معتبرة أنها "حققت الأهداف الرئيسية"، لكن مراقبين حذروا من أن إيران قد تعيد بناء برنامجها النووي بوتيرة أسرع.
يرى مسؤولون إسرائيليون أن هذه العملية غيّرت موازين القوى في الشرق الأوسط، وأحدثت صدمة في العمق الإيراني، وقد تفتح المجال لتحولات إقليمية أوسع، تشمل إعادة تموضع دول في المنطقة بعلاقات أمنية أو دبلوماسية أقرب إلى تل أبيب.
أخبار متعلقة :