في تصعيد مباشر للهجة الحرب المتواصلة بين إسرائيل وإيران، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، أن إسرائيل "تضرب نظام آية الله بقوة هائلة"، مع اعترافه بتكبّد خسائر مؤلمة، في إطار العملية العسكرية التي أطلقتها تل أبيب منذ 13 يونيو ضد أهداف إيرانية نوعية، أبرزها منشآت نووية ومقار عسكرية.

دعم أميركي مباشر

وفي خطاب متلفز، وجّه نتنياهو شكره للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيداً بـ"دعمه القوي والدائم لإسرائيل". 
وقال نتنياهو: "أود أن أشكر الرئيس ترامب، الصديق العظيم لإسرائيل، على وقوفه إلى جانبنا وعلى دعم الولايات المتحدة في الدفاع عن أجواء إسرائيل".

التصريحات تأتي في وقت أظهرت فيه واشنطن إشارات متضاربة بشأن الدخول المباشر في الحرب، فيما يواصل سلاح الجو الإسرائيلي توجيه ضربات عميقة ضد البنية التحتية العسكرية والنووية الإيرانية.

ضربات قوية مقابل خسائر كبيرة

أكد نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي يواصل ضرب البرنامج النووي الإيراني، ومخازن الصواريخ، والمراكز العسكرية، وحتى "رموز قوتهم" على حد تعبيره.

لكن مقابل هذه الضربات، اعترف نتنياهو بأن إسرائيل تتكبد خسائر عديدة، ومؤلمة، مشيراً إلى أن الجبهة الداخلية لا تزال متماسكة وأن الشعب قوي ودولة إسرائيل أقوى من أي وقت مضى.

حصيلة أولية للخسائر

منذ بدء العملية الإسرائيلية، قُتل ما لا يقل عن 24 شخصاً في إسرائيل وأصيب مئات آخرون، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.  
بنيامين نتنياهو 
في المقابل، أفادت إيران أن القصف الإسرائيلي أودى بحياة أكثر من 224 شخصاً، بينهم قيادات عسكرية وعلماء في البرنامج النووي، في ما وصفه مراقبون بأنه أعنف هجوم يستهدف الداخل الإيراني منذ سنوات.

الإعلام تحت الرقابة

ورغم شراسة المعركة، تخضع وسائل الإعلام الإسرائيلية لقيود رقابية عسكرية صارمة تمنع نشر تفاصيل تتعلق بطبيعة الضربات الجوية أو المواقع التي تستهدفها إيران في المقابل.

واعترف الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء بفقدان طائرة مسيّرة نتيجة لإسقاطها من قبل الدفاعات الإيرانية، في واحدة من الخسائر النوعية التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها حتى الآن.

نهاية مفتوحة للصراع بين إيران وإسرائيل

الصراع المفتوح بين إسرائيل وإيران دخل مرحلة خطيرة، في ظل استمرار تبادل القصف وتوسع رقعة الأهداف. 
وبينما تصر تل أبيب على تفكيك البرنامج النووي الإيراني بأي ثمن، لا تظهر طهران أي مؤشرات على التراجع، بل تتوعد بالمزيد من الردود.

وفي غياب جهود دبلوماسية فاعلة أو وساطة موثوقة، تبقى الحرب في حالة تصعيد مستمر، مع مخاوف حقيقية من أن تتحول إلى نزاع إقليمي واسع خلال الأيام المقبلة.