شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: هل سنعود إلى "شكراً قطر"؟ - الخليج الان ليوم الخميس 6 فبراير 2025 03:30 صباحاً
رغم أن الزيارة الخارجية الأهم التي حصلت إلى لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون رئيساً للجمهورية هي زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إلا أنه لا يمكن المرور بشكل طبيعي على زيارة رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، فقطر كانت ولا زالت تمارس دوراً محورياً في المنطقة.
التقى رئيس مجلس الوزراء القطري الرئيس عون وكان تأكيد على متانة العلاقة بين قطر ولبنان، حيث أبلغ بن جاسم الرئيس أن قطر ستكون شريكاً فعالاً للبنان خلال المرحلة المقبلة، فهي أبدت استعدادها لمساعدة لبنان في مجال الطاقة، وهنا تكشف مصادر متابعة عبر "الخليج الان" أن قطر التي تشارك في ملف البحث عن الغاز في البحر اللبناني، ستحاول أن تلعب دوراً لحث شركة توتال أنرجيز على العودة للعمل في لبنان، مع علم القطريين كما اللبنانيين أن مسألة الغاز مرتبطة بكل ما يجري في المنطقة وما يُخطط لها من قبل الإدارة الأميركية، مشيرة إلى أن القطريين أبدوا استعدادهم لمساعدة لبنان في ملف الكهرباء أيضاً، ليكون هذا العرض هو الرابع خلال السنوات الماضية.
بحسب المصادر فإن قطر لا تُطلق وعوداً وترحل بل تقدم مشاريع متكاملة وما على لبنان إلا استيعابها، وفي هذا السياق فإن عرضها المساعدة في مجال الكهرباء ينطلق من نيتها العمل على مشروع سريع لمدّ لبنان بالكهرباء من خلال انتاج الطاقة عبر منصّات في البحر، يمكن تزويد لبنان بها خلال أشهر متى انطلق المشروع، وأيضاً وجود خطط لبناء معامل يصل عددها إلى ثلاثة تحتاج إلى حوالي 36 شهراً لإنهاء العمل بها.
هذا العرض القطري سبق أن قُدم للبنان، ولكن لكي ينجح له متطلبات دوليّة، فلا يظن أحد، بحسب المصادر، أن تنتهي أزمة الطاقة ما لم يكن هناك رغبة أميركية بذلك، لأن الولايات المتّحدة كانت ولا تزال تعارض الوصول إلى خواتيم سعيدة في هذا الملف، ومن منا لا يذكر الوعد الأميركي بجر الطاقة والغاز من مصر والأردن عبر سوريا، والذي أطلقته الإدارة الأميركية السابقة لقطع الطريق على الكلام الإيراني بخصوص تزويد لبنان بالنفط لتوليد الكهرباء.
لا تنتهي مشاريع قطر في لبنان عند قطاع الطاقة، فهذه الدولة وعلى لسان رئيس حكومتها أبلغت المسؤولين اللبنانيين نيتها المساهمة، كما سابقاً، في ملفّ إعادة الإعمار، وهو الملف الاكثر حساسية في هذه المرحلة، والذي سيحمل الكثير من الاخذ والرد في المدى المنظور، نسبة لأهميته لدى الثنائي الشيعي ونيّة من سيساهم به بجعله محطّة للتفاوض السياسي مع هذا الفريق، وتُشير المصادر إلى أنّ بن جاسم أبلغ اللبنانيين أن مساعدات قطر للبنان لا تنطلق من نية قطرية وحسب بل بتنسيق عربي متكامل، وهذا ما سيجعل المساعدات مربوطة بالسياسة.
لن تتخلى قطر عن مساعدة الجيش اللبناني، وبحسب المصادر سيكون لها الدور الأبرز في دعمه خلال المرحلة المقبلة، فما أراد بن جاسم تأكيده أن زيارته إلى بيروت لا تأتي بظل التنافس العربي في المنطقة، بمعنى أوضح ليست تنافساً مع السعوديّة، إنما تكامليّة معها، وهذا ما سيظهر بشكل أوضح في المقبلمن الايام، فهل نعود إلى شعار "شكراً قطر"؟.