في قلب العاصفة.. مضيق هرمز يواصل عبور النفط رغم النيران المشتعلة - الخليج الان

بين ضجيج الصراع وتصاعد الدخان في سماء الشرق الأوسط، يواصل مضيق هرمز أداء دوره كأحد أهم شرايين الطاقة في العالم، ففي الوقت الذي تُقصف فيه المنشآت النووية ويتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، تبدو حركة ناقلات النفط في المضيق وكأنها تسير على حبل مشدود فوق نار ملتهبة، دون أن تسقط.

حركة ناقلات النفط في المضيق

رغم الغارات والهجمات على البنية التحتية للطاقة، لم تُسجل تعطيلات جسيمة في تدفقات النفط العالمية، مما بعث برسالة واضحة للأسواق مفادها أن أسوأ السيناريوهات لم يتحقق بعد. 

111 سفينة عبرت المضيق يوم 15 يونيو

فقد كشف "مركز المعلومات البحرية المشترك" أن 111 سفينة عبرت المضيق يوم 15 يونيو، مقارنةً بـ116 سفينة في 12 من الشهر نفسه، في تراجع طفيف لكنه مراقَب عن كثب.

هذا الانخفاض في عدد السفن، وإن بدا محدوداً، يعكس حالة من الترقب والحذر في سوق يتأرجح بين الخوف من التصعيد والرهان على الهدوء، فمضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من إنتاج النفط العالمي، ظل هدفاً محتملاً في حسابات كل الأطراف، لكن لم تطله نيران الصراع بشكل مباشر حتى الآن.

ارتفاع تكاليف التأمين على السفن

وبينما يُرجّح محللون مثل بوب ماكنالي أن الأمور تحت السيطرة، تُشير تقارير أخرى إلى تزايد التشويش على أنظمة الملاحة، وارتفاع تكاليف التأمين على السفن، وتحفظ شركات شحن على إرسال ناقلاتها دون ضمانات أمنية.

مع ذلك، فإن بيانات تتبّع السفن لا ترصد تغييرات ملموسة في حركة الناقلات، بل تُظهر استمراراً نسبياً في التدفقات، رغم ما يشهده الخليج من اضطرابات. 

وتتجه الأنظار الآن إلى المواقف السياسية، خصوصاً بعد مؤشرات من طهران بشأن نيتها تهدئة التوترات، وهو تطور قد يُنعش الآمال باستمرار استقرار الملاحة واحتواء تأثيرات الأزمة.

المضيق بين النار والتوازن الحذر

في ظل صراعٍ قابلٍ للاشتعال في أي لحظة، يظل مضيق هرمز عنواناً لصمودٍ لوجستي وسط أعاصير السياسة والأمن.

وبينما تراقب الأسواق والجهات الفاعلة الإقليمية والدولية مجريات الأحداث بقلق، فإن استمرار تدفقات النفط عبر المضيق حتى اللحظة، يعكس قدرة هذا الممر الحيوي على الصمود أمام العواصف، ولو مؤقتاً. 

ومع أن السيناريو الأسوأ لم يقع، فإن الترقب يظل سيّد الموقف، والتوازن القائم اليوم قد لا يدوم طويلاً ما لم تُترجم مؤشرات التهدئة إلى واقع ملموس على الأرض.