لا تزال ظاهرة تحرش سائقي شركات التوصيل الذكية بالفتيات والسيدات تثير الجدل في مصر، على الرغم من العقوبات الصارمة التي فرضتها السلطات لمواجهة هذه القضية. وقد عادت هذه الظاهرة إلى الواجهة مجدداً بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم لسائحة صينية تكشف فيه عن تعرضها لمحاولة تحرش من قبل سائق إحدى شركات التوصيل في مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء. وفقا للعربية نت.

ووثق الفيديو، الذي نشرته السائحة، قيام السائق بمحاولة استدراجها إلى منزله تحت ذريعة واهية، حيث استخدم تطبيق ترجمة على هاتفه المحمول للتواصل معها وطلب منها مرافقته إلى منزله، وهو ما رفضته الفتاة بشدة قائلة: "لا أريد ذلك نهائياً". ومع ذلك، حاول السائق التحرش بها جسدياً عن طريق اللمس، مما دفعها إلى الصراخ في وجهه ومواجهته.

أثار الفيديو غضباً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب المغردون بسرعة تحرك الجهات الأمنية للقبض على السائق وتطبيق القانون بحقه. وبالفعل، تحركت السلطات المختصة لفحص الفيديو والتحقيق في الواقعة.

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث شهدت مصر سلسلة من حوادث التحرش التي ارتكبها سائقو شركات التوصيل الذكية. فقبل أشهر، تعرضت سيدة أجنبية للتحرش من قبل سائق إحدى هذه الشركات في منطقة المعادي، حيث عرض عليها صوراً إباحية عبر هاتفه المحمول في محاولة لإرهابها. وقد توجهت الضحية على الفور إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن الحادثة.

وفي واقعة أخرى، تعرضت سيدة أجنبية للتحرش من قبل سائق "ميكروباص" في منطقة الشروق بالقاهرة، مما دفعها إلى القفز من السيارة أثناء سيرها، مما تسبب في إصابتها بكسر في قدمها اليمنى. كما أثارت حادثة "فتاة التجمع" ضجة إعلامية كبيرة، حيث تحرش سائق بفتاة باستخدام سلاح أبيض، مما أدى إلى إصابتها بجروح أثناء دفاعها عن نفسها، وتمت إحالة السائق إلى محكمة الجنايات.

في ظل تزايد هذه الحوادث، طالب العديد من المصريين بضرورة تنظيم عمل شركات النقل الذكي وتشديد العقوبات على مرتكبي جرائم التحرش، بما في ذلك فرض عقوبات رادعة لمنع تكرار هذه الأحداث. كما أكدوا على أهمية توعية السائقين بخطورة هذه الأفعال وضرورة احترام حقوق العملاء، خاصة النساء، لضمان سلامتهن أثناء استخدام خدمات التوصيل.