هدى الخميس: الثقافة الإماراتية تكرس قيم الأخوة الإنسانية ولقاء الحضارات - الخليج الان

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هدى الخميس: الثقافة الإماراتية تكرس قيم الأخوة الإنسانية ولقاء الحضارات - الخليج الان اليوم الأربعاء 29 يناير 2025 07:43 مساءً

جذور راسخة في التاريخ والجغرافيا والموروث.. وهوية حضارية قائمة على الانفتاح ومواكبة العصر، ديدنها الخير والتسامح، تلك هي الملامح الأبرز في تعريفات وسمات الثقافة الإماراتية، التي أهلت دولة الإمارات العربية المتحدة، كما ترى هدى إبراهيم الخميس مؤسِّسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسِّسة والمديرة الفنية لمهرجان أبوظبي، في حوارها مع «الخليج الان»، لتكون فاعلة مؤثرة في ميادين العمل الفكري والإبداعي الإنساني في عالمنا، تقود وتلهم وتبدع في إثراء مسارات لقاء الثقافات وتناغمها ونشر قيم التعايش والجمال والمحبة والسلام.

إذ إنها ثقافة غنية بألوان الفكر المتجدد الحر.. منفتحة على الآخر، شرقاً وغرباً، وحية عابرة للحدود، تغتني من معنى إرث الآباء المؤسسين، ورؤية قيادتنا الرشيدة، فتوحّدُ وتجمع.. وهي تمهر في نثر أريج رسالتها في أصقاع العالم: رسالة الأخوة الإنسانية والتلاقي الحضاري.

تحكي هدى الخميس في مستهل حديثها عن طبيعة الدور الذي أصبحت تؤديه وتنهض به الثقافة والعمل الإبداعي في الإمارات، من أدب وموسيقى وتشكيل وسوى ذلك، في تعزيز قيم التنوع والانفتاح والتناغم:

تمتلك الثقافة والفنون والموسيقى قدرةً عظيمة على التقريب بين الشعوب ودفع حوار الثقافات، وإعلاء قيم التعايش والسلام في الدولة والعالم، فالثقافة والفنون هما مرآة حياة الشعوب وهويتها الحية، ولهما قيمتهما الكبرى في قياس أثر القوة الناعمة التي تؤثر في الآخر وتعزز التفاهم معه والانفتاح على ثقافته وفنونه وآدابه وموسيقاه.

كما أنّ الإمارات ضمن خطتها للمئوية 2071، وبناءً على استراتيجيتها للصناعات الثقافية والإبداعية، تعمل على تجسيد أهمية الاقتصاد المعرفي الإبداعي، واستكشاف الفرص التحويلية فيه سعياً منها إلى استدامة النهضة والتنمية.
ونحن نستلهم إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في عملنا، للاحتفاء بقيم التسامح والتلاقي الإنساني، ونستند في مسيرتنا التي بدأناها مع تأسيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في عام 1996، إلى ثراء مجتمعنا الإماراتي وتنوّعه الثقافي الذي يجعل منه نموذجاً عالمياً متفرداً للتعددية والتناغم معاً.

وتضيف: تتميز الثقافة الإماراتية بالفكر المتجدد الحر والتنوير، بما لها من جذور راسخة في التاريخ والجغرافيا والموروث، بهويتها الحضارية المنفتحة على العالم ومواكبتها للعصر، وبأصالتها التي نعتزُّ بها، وبقدرتها على التواصل مع الآخر شرقاً وغرباً، فهي ثقافة حية عابرة للحدود، بإرث الآباء المؤسسين، وبرؤية قيادتنا الرشيدة، توحّدُ وتجمع، هي ثقافة دولة بانية للنهضة، رسالتها إلى العالم رسالة الأخوة الإنسانية والتلاقي الحضاري في ظل قيم التعايش والتناغم.

جدارة

تجزم هدى إبراهيم الخميس مؤسِّسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسِّسة والمديرة الفنية لمهرجان أبوظبي، أن الثقافة الإماراتية أصبحت، وبجدارة، ركيزة أساسية من ركائز قوة الدولة الناعمة المؤثرة عالمياً وهي ترى حصادها وفيراً غنياً:

إن ثقافتنا الإماراتية قوة ناعمة مؤثرة في الإنسانية والإنسان في كلّ العالم، بغض النظر عن معتقده ولغته وثقافته، وندرك تماماً أنّ دورنا في المؤسسة، بوصفنا متخصصين في العمل والعطاء الثقافي بالدولة، يكمن في تعزيز الحضور الإماراتي وتأثيره عالمياً، عبر شراكاتنا الاستراتيجية مع أكثر من 37 مؤسسة ثقافية ومهرجاناً دولياً، فنحن ندعم المبدعين العرب وحضورهم في جميع المحافل العالمية، ونسهم في تعزيز الثقافة العربية في هذه الميادين، وفي كل عام يشارك أكثر من 1000 فنان عالمي ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي في الإمارات والخارج، وعبر كل ذلك، نرى مخرجات الثقافة الإماراتية ونتائجها في تبادل الخبرات والمعارف وتواصل الأفكار والعقول، وأعمال التكليف والإنتاج المشترك التاريخية بفكر متجدد، والوصول إلى الجماهير من الإمارات إلى العالم بما نقدّمه من قيم وثقافة وإرث حضاري عريق.


وتتطرق هدى الخميس في محاور استعراضها مقومات وجذوات العمل الثقافي الإماراتي في السياق، إلى الدور الذي ينهض به مهرجان أبوظبي ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون:

نلتزم إثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي والإمارات، ونعمل مع شركائنا على الاستثمار في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، ودعم الحركة الفنية في الإمارات بكل مدارسها من الموسيقى والتأليف الموسيقي والفنون التشكيلية والأدائية والسينما والأدب. ودعم الشباب لبناء القدرات وصقل المواهب وتحفيز الابتكار والبحث عن المعرفة والتعليم، وعالمياً، نسهم في بناء جسور التعاون الدولي وتحفيز جهود الدبلوماسية الثقافية بين الإمارات والعالم.
وعن الدور الذي ينهض به مهرجان أبوظبي ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، تقول:

نلتزم إثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي، ونعمل مع شركائنا على الاستثمار في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، ودعم الحركة الفنية في الإمارات بكل مدارسها من الموسيقى والتأليف الموسيقي والفنون التشكيلية والأدائية والسينما والأدب. ودعم الشباب لبناء القدرات وصقل المواهب وتحفيز الابتكار والبحث عن المعرفة والتعليم، وعالمياً، نسهم في بناء جسور التعاون الدولي وتحفيز جهود الدبلوماسية الثقافية بين الإمارات والعالم.

وفي خصوص آفاق وثمار التعاون ومذكرة التفاهم التي وقعتها المؤسسة أخيراً، مع مهرجان شنغهاي الصيني الدولي للفنون، تقول: يعدُّ مهرجان شنغهاي الصيني الدولي للفنون، المهرجان الأهم والأكثر تأثيراً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وسنتعاون معه ترجمةً لبنود مذكرة التفاهم بيننا، في إطلاق مبادرات ومشاريع جديدة وأعمال إنتاج مشتركة وبرامج تبادل ثقافي للمرة الأولى في العالم العربي.

وتمثّل هذه الشراكة مع مهرجان شنغهاي الصيني الدولي للفنون، سابقة تاريخية للعالم العربي، انعكاساً للدور المحوري الذي يؤديه مهرجان أبوظبي عبر أعمال الإنتاج المشترك والتكليف الحصري في الساحة الإقليمية والعالمية.

وإنّ توسّع الشراكات الاستراتيجية إلى شنغهاي يسمح بتسخير القوة التحويلية للفنون لبناء جسور التعاون الدولي والاحتفال بالإبداع وتعميق روابط الصداقة بين الإمارات العربية المتحدة والصين.

مع شركائنا الاستراتيجيين من أنحاء العالم، نقود عصراً جديداً من التعاون الثقافي الذي يلهم المجتمعات، ويقوّي الروابط في ما بينها ويثريها.

وتروي هدى الخميس ملامح التطوير والتجديد في مضامين مهرجان أبوظبي وفي طبيعة أعمال مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون:

نقدّم الدورة الثانية والعشرين من مهرجان أبوظبي لعام 2025، تحت شعار «أبوظبي: العالم في مدينة»، بما يعنيه من تناغم وتنوّع وفكر متجدّد وابتكار ثقافي غني تفاعلي لجميع الجنسيات والثقافات على أرض الإمارات.

ونستمر في مسيرتنا المتجدّدة والمتطوّرة دوماً، مع أعمال التكليف الحصري المبتكرة والإنتاج المشترك، عاملين على تقديم كل ما هو جديد من أعمال العرض الأول عربياً وعالمياً، واليوم يتسّع نطاق عملنا من كوريا والصين واليابان شرقاً حتى الولايات المتحدة غرباً، كما يزداد المهرجان تنوّعاً في أنواع الفنون من الباليه والأوركسترا، كما في أنماط الموسيقى الكلاسيكية والحديثة، وصولاً إلى التشكيل والعروض المباشرة والافتراضية على حدٍّ سواء.

وسيسطّرُ برنامج مهرجان أبوظبي في الخارج محطةً تاريخيةً هذا العام، مع عرض أوبرا «بلياس ومليزاند» من الأعمال الخالدة للمؤلف الموسيقي الشهير ديبوسي بإخراج الكندي اللبناني وجدي معوّض، بالتعاون مع أوبرا باريس الوطنية العريقة، في سابقة رائعة للمنطقة بأسرها، إذ يمثّل تعاوناً هو الأول من نوعه بين أوبرا باريس الوطنية والعالم العربي.

كما سيقدّم المهرجان معرضين تاريخيين بالتعاون مع متحف سيول للفن المعاصر (SeMA) الشهير في كوريا، وذلك أول مرة في الشرق الأوسط. سيضمُّ هذان المعرضان مجموعات مقتنيات مؤسّسَتَيْنا، إلى جانب أعمال التكليف الجديدة كجزء من مهرجان أبوظبي 2025، وستجول مجموعة الأعمال الفنية إلى الصين واليابان وسنغافورة، ما يجعلها واحدةً من أكثر مبادرات الحوار الثقافي طموحاً في هذا الجزء من العالم.

وفي إطار احتفاليتنا بأكثر من خمسين عاماً من الصداقة الممتدة والاحترام المتبادل بين الإمارات واليابان التي اخترناها الدولة ضيفة شرف مهرجان أبوظبي 2025، نقدّم – من بين العديد من الفعاليات الرائدة – العرض الأول في العالم العربي لأوركسترا اليابان الفلهارمونية الجديدة بقيادة المايسترو الأسطوري يوتاكا سادو.

وتشرح هدى الخميس ماهيات وأشكال المبادرات ومشروعات العمل الثقافي التي تضيف الجديد والنوعي لحصاد نجاحات الإمارات في الشأن:

الإمارات تخطّط وتنفّذ، وتستشرف المستقبل، وتضع الاستراتيجيات للتطوير النوعي والتجديد في جميع المجالات، وما كان حلماً في الأمس القريب، نراه يصبح واقعاً اليوم، فالإمارات تبني حضارة وتروي حكاية إنجازاتها بإصرار وعزم وتصميم على الريادة في كلّ المجالات، واليوم تكاد تكتمل منشآت المنطقة الثقافية في السعديات، ويستمر العمل في بناء دار للفنون الأدائية، وغيرها الكثير. وكل ذلك يقدّم لنا ما نحتاجه من بنية تحتية لمشاريع العمل الثقافي التي تواكب العصر وتلبي تطلعات الجمهور واحتياجات المجتمع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق