تزايدت المطالبات من أولياء الأمور بضرورة تركيب كاميرات مراقبة داخل الصفوف الدراسية لضمان ضبط السلوكيات بين الطلبة وحماية حقوقهم، وتأتي هذه الدعوات في ظل تكرر شكاوى تتعلق بتجاوزات داخل الصفوف، وسط عجز مدارس عن تقديم أدلة واضحة بسبب غياب التوثيق المرئي، ويرى الأهالي أن هذه الكاميرات لا تقتصر فائدتها على الردع فقط، بل تسهم أيضاً في حماية جميع الأطراف.

ويطالب أولياء الأمور الجهات المعنية بالتعليم بضرورة إلزام جميع المدارس بتركيب كاميرات داخل الصفوف كجزء من التدابير التي تضمن سلامة الطلبة، أسوة بالمجمعات التعليمية الحكومية التي تولي أهمية كبيرة لتوفير بيئة تعليمية آمنة وفعالة، وتعتبر هذه الكاميرات جزءاً أساسياً من معايير الأمن والسلامة في المدارس، إذ يشرف مدير المدرسة عليها مباشرة لأهميتها بضمان تحقيق أهدافها.

وفي السياق نفسه طالب أولياء أمور بعض المدارس الخاصة، والتي يصفونها بمتوسطة الرسوم، بوضع الكاميرات في الممرات فقط دون تزويد الصفوف الدراسية بها، ومعظمها تكون خارج الخدمة ويتم وضعها فقط لمجرد الشكل، مما يحد من قدرة الإدارة على متابعة أداء المعلمين وسلوك الطلاب بشكل شامل.

وتؤكد لميس محمد ولية أمر، أن وجود الكاميرات يشعر الأهالي بالطمأنينة تجاه سلامة أبنائهم داخل الصفوف، مشيرة إلى أن الكاميرات أصبحت ضرورة في مختلف المؤسسات، والمدارس ليست استثناء، وطالبت الجهات المعنية بالتعليم بإلزام جميع المدارس بتركيب الكاميرات لحماية الطلبة وضمان بيئة تعليمية آمنة.

وأشارت إلى أن المدارس بحاجة لتبني تقنيات حديثة تحاكي التطورات المجتمعية، معتبرة أن الكاميرات ليست مجرد وسيلة رقابة، بل هي عنصر أساسي لضمان حقوق الطلاب والمعلمين على حد سواء.

من جهتها ترى التربوية حنان البوادي، أن تركيب الكاميرات داخل الصفوف قد يسهم بشكل كبير في تحسين البيئة التعليمية، لكنه يجب أن ينفذ بعناية وتحت ضوابط واضحة، وتقول: «الكاميرات لا تقتصر على مراقبة السلوكيات السلبية فقط، بل يمكنها أن تكون وسيلة لتقييم الأداء التعليمي للمعلمين والطلبة، مما يعزز من جودة التعليم بشكل عام»، وتشير إلى أن الكاميرات يمكن أن تشكل عامل ردع مهماً لمنع التصرفات غير المقبولة بين الطلبة.

حيث سيعلم الجميع أن أفعالهم تحت المراقبة، ومع ذلك، تحذر من إمكانية استخدام الكاميرات بشكل خاطئ، وتشدد على أهمية تطبيق هذا النظام في جميع المدارس على مستوى الدولة، موضحة أن هذه الخطوة تأتي لضمان حماية أبنائنا وتعزيز ثقة الأهالي في المؤسسات التعليمية، ويجب على الجهات المسؤولة عن التعليم اتخاذ قرارات حازمة لإلزام المدارس بتركيب الكاميرات كجزء من معايير السلامة المدرسية.

وفي السياق ذاته قال محمد مطاوع، المدير التنفيذي للشركة القابضة للتعليم، إن الكاميرات في الصفوف تعد أداة ضرورية لتعزيز جودة التعليم وضمان كفاءة أداء المعلمين، موضحاً أن هذه التقنية تتيح للإدارة مراقبة أساليب التدريس ومدى تفاعل المعلمين مع الطلاب بطريقة غير مباشرة، مما يسهم في تحسين البيئة التعليمية بشكل مستمر.