أثارت أغنية حفل سحب قرعة كأس أمم إفريقيا 2025 التي احتضنتها مدينة الرباط مؤخرا جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وجد المنتج والموزع الموسيقي العالمي "ريدوان" نفسه في قلب عاصفة من الانتقادات من قبل عدد من الفنانين والمؤثرين المغاربة، الذين اعتبروا أن اختياره لإنتاج الأغنية كان على حساب فنانين مغاربة آخرين يستحقون الفرصة.

ولم يتردد مغني الراب المغربي الشهير طه الفحصي، المعروف فنيا بلقب "إلغراند طوطو"، في التعبير عن استيائه، حيث نشر تغريدة عبر حسابه الرسمي قال فيها: "لا يعقل أن يتم المناداة على شخص يقطن في الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم أغنية للمغرب، دون اعتبار المغاربة الذين يعملون في المجال، أعجبتكم التغريدة مرحبا، إن لم تعجبكم فإن الأمر لا يهمني"، وهي تغريدة أعادت إلى الواجهة النقاش حول الأولوية التي يجب أن تمنح للفنانين المحليين في مثل هذه التظاهرات الكبرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بحدث رياضي من حجم كأس الأمم الإفريقية التي ستكون الأضواء فيها مسلطة على المغرب.

من جانبه، انضم المؤثر "جمال ألفا" إلى موجة الانتقادات، حيث عبر عن استغرابه من اختيار المشاركين في الأغنية ومن طبيعة الحضور في الحدث، وذلك عبر منشور في خاصية "الستوري" على حسابه في "إنستغرام"، حيث قال: "مع احترامي لأي شخص حضر وأي شخص شارك في تقديم الأغنية، لكن أريد أن أنبه إلى أن أصحاب الاختصاص موجودون" مضيفا؛ "محمد الحجوي، محلل أداء ومدون رياضي، كان يجب أن يكون حاضرا، ولديه أحقية الحضور، بالإضافة إلى ذلك، طه أرقامه تتحدث عنه ويبصم على حضور فني كبير في جميع المناسبات كما أنه حاصل على عدة جوائز، فلماذا لم يتم المناداة عليه؟"

وتعكس هذه الموجة من الانتقادات شعورا عاما لدى بعض الفنانين والمؤثرين بأن هناك تهميشا للأسماء المحلية لصالح أسماء عالمية، حتى عندما يتعلق الأمر بمشاريع فنية مرتبطة بالمغرب، حيث ورغم أن "ريدوان" يعد من بين أشهر المنتجين المغاربة على الساحة العالمية، وتعاون مع أسماء لامعة في عالم الموسيقى، إلا أن الجدل حول اختياره يتكرر مع كل حدث وطني يشرف عليه، ما يدفع البعض لاعتبار أن وجوده يحجب الفرصة عن فنانين آخرين يملكون الإمكانيات والقدرات للإبداع في الساحة الوطنية.

ورغم الضجة التي أثارتها هذه الانتقادات، لم يصدر أي تعليق رسمي من "ريدوان" أو من اللجنة المنظمة للحدث، ما يجعل النقاش مفتوحا حول الطريقة التي يتم بها انتقاء الفنانين في مثل هذه المناسبات الكبرى، وحول ما إذا كان يجب منح الأولوية دائما للأسماء العالمية أم أنه حان الوقت لإعطاء الفرصة للمواهب المحلية للتألق أمام الجمهور المغربي والإفريقي.