يمكن لنوع جديد من فحص الدم اكتشاف سرطان القولون بدقة تصل إلى نحو 90 في المائة، وهو ما قد يشكل تقدماً محتملاً في هذا الوباء.

ويعد الفحص الجديد  الذي يكتشف التغيرات في الحمض النووي التي تشير إلى وجود السرطان - دقيقا بنسبة 90 في المائة أيضا في استبعاد سرطان القولون بين الأشخاص الأصحاء.

وإذا تمت الموافقة على الاختبار - الذي طورته شركة التكنولوجيا الحيوية Freenome ومقرها كاليفورنيا - لطرحه في الأسواق، فإنه سيكون أحد أكثر الاختبارات دقة من نوعه.

ونقل موقع "ديلي ميل" عن الباحثة الرئيسية الدكتورة أسماء شوكت قولها إن الاختبار الدقيق للغاية من شأنه أن يغير الطريقة التي يفحص بها الأطباء المرض. وأضافت أن الكثير من الأشخاص المؤهلين لإجراء تنظير القولون لا يتقدمون للفحص حاليًا.

ولإجراء البحث، تم تجفيف نباتات الشيح وطحنها إلى مسحوق ناعم للغاية، مع استخدام الغبار لإنشاء مستخلص يعتمد على الميثانول للاختبار.

ثم قام الباحثون باختبار المستخلص ضد ثمانية أنواع مختلفة من خلايا سرطان القولون والمستقيم في الاختبارات المعملية، وحصلوا على نتائج مثيرة للإعجاب.

ووجد الباحثون أن هذا الحل ساعد في إبطاء نمو الخلايا السرطانية ووقف انتشار بعض البروتينات بشكل كامل.

وفي تعليقها على النتائج، قالت الدكتورة لارا بو ملهب، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "يعتبر سرطان القولون والمستقيم مرضاً شائعاً وخطيراً، ما يجعل من الضروري إيجاد علاجات جديدة وأفضل.

وأضافت «استنادًا إلى النتائج التي توصلنا إليها، يمكن أن يكون [الشيح] مكونًا طبيعيًا واعدًا لعلاجات السرطان الجديدة.»

وتقول الدكتورة بو ملهب وفريقها إن هناك حاجة إلى مزيد من التحقيقات لفهم خصائص نبات الشيح في مكافحة السرطان بشكل أفضل.

في الوقت الحاضر، عادةً ما يخضع الأشخاص المصابون بسرطان القولون الذي لم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم للجراحة كعلاج رئيسي أو أولي.

ويمكن أيضًا استخدام العلاج الكيميائي بعد الجراحة، حيث تستمر خطط العلاج هذه لمدة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر.

وأجرى اختبار الدم الجديد فحصا على 40 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 85 عاما، وتم فحصهم في 200 موقع في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ورغم أن المعدلات ترتفع بين الشباب، فإن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً لا يزالون معرضين لخطر أكبر.

توصي الجمعية الأمريكية للسرطان بأن يقوم البالغون بإجراء تنظير القولون كل 10 سنوات، بدءًا من سن 45 عامًا وحتى سن 75 عامًا.

وتم سحب عينة من دم المشاركين في الدراسة قبل الخضوع لتنظير القولون القياسي.

قام الباحثون بمقارنة النتائج لمعرفة مدى تطابق اختبارات الدم مع تنظير القولون - واكتشفوا أنها أكدت الإصابة بالسرطان في 81 بالمائة من الحالات التي تم اكتشافها بالتنظير.

وتقول الدكتورة شوكت وفريقها إن اختبار الدم يمكن أن يكون طريقة "ملائمة" و"فعالة" للكشف عن سرطان القولون.

ورغم أن الاختبار لن يكون بمثابة بديل لتنظير القولون - المعيار الذهبي للفحص - إلا أن الأطباء يعتقدون أنه قد يساعد في مكافحة الارتفاع الكبير في حالات سرطان القولون والمستقيم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وخاصة بين الشباب.