نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هارتس : لا توجد صورة نصر، ولا ثمار نصر. هل هذا هو الوقت للاستمتاع بثمار الخسارة؟#عاجل - الخليج الان اليوم السبت الموافق 1 فبراير 2025 01:30 مساءً
ترجمات -هآرتس - كتب روفيك روزينطال
الجميع يعرف أننا خسرنا حرب "السيوف الحديدية"؛ نتنياهو يعرف أننا خسرنا، وسموتريتش وبن غفير يعرفان أيضاً أننا خسرنا، وهرتسي هليفي يعرف أننا خسرنا، والعالم كله يرى دولة دمرت بلد عدوها، وقتلت عشرات الآلاف من جنوده ومدنييه، واغتالت قياداته، وأغلقت كيلومترات من أنفاقه، ومع هذا خسرت…
لم يتم تحقيق أي هدف من "أهداف الحرب"؛ فلم يتم تفكيك "حماس"، وما زالت تملأ صفوفها من جديد، والغزيون لم يذهبوا إلى أي مكان، والأمن لم يعد إلى سكان الغلاف الذين لم يعودوا إلى منازلهم المهدمة، ولم يعد عشرات المخطوفين من الأَسْر بعد. وخلال هذا كلّه، فقد خسرنا محبة العالم، والاقتصاد دخل حالة ركود لعقد على الأقل، والجيش استُنزف، ودوائر إعادة التأهيل النفسي والجسدي توسّعت ووصلت إلى كل بيت في إسرائيل…
كما لا يزال وهم "العودة إلى القتال" مخيماً على الأجواء؛ أي لِعام آخر ونصف عام من الشيء نفسه، فما لم نقم بتسويته بالأرض سنسويه، وما سويناه بالأرض سيُسوى بالأرض مرة أُخرى، وسيُقتل مئات الجنود، وتتعمق الأزمة الاقتصادية، والصدمة الشخصية والقومية ستختلج كل روح، كما أن الجيش سينادي بأنه يريد مزيداً من المقاتلين لتعبئة الصفوف التي فرغت، والحاخامات الحريديم وأذرعهم سيضحكون طوال الطريق إلى أن يصلوا إلى صناديق الاقتراع، ولن يعود بقية المخطوفين، وذلك حتى الهدنة المقبلة، والصفقة المقبلة، والمرحلة المقبلة التي سنستمر خلالها في الخسارة.
قال يعكوف عميدرور إنه منح نتنياهو والمقربين منه ورقة موقف مكثفة، ادعى فيها أن الرؤية القائلة إن حروب إسرائيل يجب أن تكون قصيرة انهارت، والآن حان موعد الحروب المستمرة.
والحقيقة أن هذا خاطئ؛ فالرؤية التي خرج عميدرور ضدها لم تنهَر، إنما انهارت رؤيته هو، ففي الحروب الطويلة نخسر، وخسرنا، وسنستمر في الخسارة. وإن الكاهنة السوداء من أبواق نتنياهو، عيريت لينور، أعلنت أن فريضة "محو العماليق" تلغى بحسبها فريضة افتداء الأَسْرى. عليها أن تذهب لتدرس قصة العماليق وكيف تم محوهم ومتى.
في الحروب التوراتية، قتلوا مجتمعات كاملة حتى آخر النساء والأطفال والعجزة لسبعة أجيال مستقبلاً يا عيريت النبية. لا توجد صورة نصر ولا "ثمار نصر"، لكن ما يمكن أن نستفيد منه هو "ثمار الهزيمة"، وهذا هو الوقت للاستمتاع بثمار الهزيمة؛ فثمار الهزيمة هي ثمار الوعي، وثمار المعرفة المرّة بأنه لا يمكن أن تكون الحروب طريقة حياة شعب محب للحياة.
ثمار الخسارة هي الانتقال من ساحة المعركة الدامية، والعودة إلى الأسرة الدولية، والعودة إلى الاتفاقيات الدولية، والعودة إلى "الاتفاقيات الأبراهيمية". ثمار النصر بعد حرب الأيام الستة كانت أيامها قصيرة، وبعدها جاءت الحروب والمزيد من الحروب التي انتهت جميعها بالاتفاقيات التي يمكن القول عنها إنها الانتصار الحقيقي. ثمار اتفاقيات السلام مع الأردن ومصر أنقذت إسرائيل لأجيال، وثمار اتفاقيات "أوسلو" دفعت إلى استقرار الوضع الفلسطيني على مدار جيل أو جيلين في الضفة الغربية، لكن لم يتم استكمال ذلك.
ومن لبنان، هناك نور فهم بسيط، لذلك لم نخسر في لبنان حتى الآن.
الجميع يرى نتنياهو بضعفه الجسدي والنفسي والسياسي أيضاً، وبالنسبة إليه، فهذه هي اللحظة الأخيرة التي يمكن فيها التراجع عن "الانتصار المطلق" الذي لم ينجح منذ اللحظة التي تم خلالها التصريح به كشعار استعلائي، والعودة إلى فطنة السياسي. وإن لم تكن الأمور بهذا الحال، فإن "مذبحة" 7 تشرين الأول/أكتوبر ستكون إرثه المخجل حتى يومه الأخير.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق