تواصلت فعاليات بطولة الشرقية من كلباء للتجديف، التي تُقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، وبإشراف وتنظيم قناة الشرقية من كلباء، بالتعاون مع قناة الشارقة الرياضية، حيث جرت عصر السبت على شاطئ مدينة كلباء «درة الساحل الشرقي» منافسات المرحلة الأولى من بطولة التجديف بمشاركة 53 قاربًا على متنها أكثر من 477 بحارًا موزعين على فئتين: فئة المواطنين الذين يمثلون كافة أرجاء الدولة، والفئة المفتوحة بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تنافس الجميع في أجواء رياضية مليئة بالحماس والتحدي وعبق الماضي، من أجل التأهل للسباق الرئيسي والظفر بالمراكز الأولى وجوائز البطولة التي تبلغ 570 ألف درهم.

كانت ضربة البداية بفئة المواطنين بمشاركة 33 فريقًا لمسافة (4 كيلومترات و200 متر)، والتي كشفت عن مواهب جيدة من المتسابقين يمكن أن يكونوا نواة لمستقبل رياضة التجديف على مستوى الدولة، وأسفرت النتائج عن فوز وتأهل القارب «الياه» بالمركز الأول بقيادة النوخذة ناصر غاصب المسماري، وحل القارب «البرق» في المركز الثاني بقيادة النوخذة أحمد النوبي سعيد، واحتل القارب «وادي سهم» بقيادة النوخذة سالم سعيد الكندي المركز الثالث.

وفي الفئة المفتوحة لدول مجلس التعاون، التي حظيت بمشاركة 20 فريقًا، احتكر أبناء سلطنة عمان منصة التتويج عبر فوز القارب «بلعرب» بقيادة النوخذة حميد بن سالم البحري بالمركز الأول، ونال «شباب صحار» بقيادة النوخذة محمد صالح الغيثي المركز الثاني، فيما جاء القارب «برق» من الإمارات بقيادة النوخذة جابر محمد جابر في المركز الثالث.

وقد أحسن القائمون على أمر السباق تنظيمه بصورة رائعة، نالت الإشادة من الجميع، مع الحرص على إحياء التراث والحفاظ عليه ونقله للأجيال الجديدة، ونشر مفردات وتقاليد رياضة التجديف وتعزيز ممارستها كواحدة من أجمل الرياضات المحببة لدى أبناء الإمارات، والعمل على تواصلها وتوارثها عبر الأجيال.

كما تواصلت على هامش البطولة الفعاليات المتنوعة والألعاب التقليدية مثل شد الحبل، ولعبة المصارعة، وسباق الخيش، ولعبة المييت. وتوافد الجمهور على القرية التراثية التي تسلط الضوء على تراث المنطقة العريق، وتحكي عن الحياة البحرية والحرف التراثية مثل صناعة القراقير والشوش، والاستمتاع بالأهازيج البحرية من عروض «اللاهالله» البحرية، والعيالة، والليوة، والفرقة الحربية، التي تعد جزءًا مهمًا من الهوية الوطنية.

وأكد إسماعيل عيسى الحوسني، مدير قناة الشرقية من كلباء، أن بطولة الشرقية للتجديف من كلباء ليست مجرد منصة تنافسية تجمع بين نخبة الرياضيين، بل هي رسالة تعكس اهتمامنا بتراثنا البحري الإماراتي، وتسهم في إبراز الوجه الحضاري للمنطقة الشرقية ومدينة كلباء على وجه الخصوص بطبيعتها الساحرة وبحرها وتاريخها وثقافتها الغنية، فضلًا عن ما تحمله رياضة التجديف من أهمية في الذاكرة الإماراتية وثقافتنا الوطنية.

وأضاف: «نؤمن في قناة الشرقية من كلباء بدور الإعلام كشريك حقيقي في دعم وتنظيم الفعاليات الرياضية والثقافية والمجتمعية، ونعمل دائمًا جنبًا إلى جنب مع المؤسسات والهيئات المختلفة لتحقيق الأهداف المشتركة التي تصب في خدمة أبناء الوطن وتواكب تطلعاتهم في شتى المجالات»، مقدمًا التهنئة للفائزين في المرحلة الأولى من المنافسة، مع الأمنيات لبقية المشاركين بحظ أوفر في السباق الرئيسي.