قتلت القوات الإسرائيلية خمسة فلسطينيين، بينهم فتى يبلغ من العمر 16 عامًا، في سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق مختلفة في جنين وقباطية شمالي الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء السبت.

يأتي هذا القصف ضمن عملية "السور الحديدي"، التي أطلقها الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي، بهدف القضاء على الفصائل الفلسطينية المسلحة في جنين، والتي تصفها إسرائيل بأنها "بؤرة للمقاومة"، بينما ترى الفصائل الفلسطينية أن هذه الحملة تأتي في سياق مخطط لتصعيد الاحتلال وقمع الفلسطينيين.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيانها:

"شهيدان جراء قصف الاحتلال على الحي الشرقي في جنين، وشهيدان جراء قصف الاحتلال على مركبة في قباطية"، فيما لم تكشف عن هويات الضحايا على الفور.

إسرائيل تستهدف الأطفال

في وقت سابق من اليوم، أعلنت الوزارة مقتل الفتى أحمد السعدي، البالغ من العمر 16 عامًا، نتيجة قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة استهدف الحي الشرقي لمدينة جنين.

وقال محافظ جنين كمال أبو الرب إن الفتى السعدي كان متواجدًا في الشارع مع اثنين آخرين، حين استهدفتهم مسيّرة إسرائيلية، مما أدى إلى مقتله وإصابة آخرين بجروح خطيرة.

وأضاف أبو الرب أن إسرائيل نفّذت غارة أخرى استهدفت مركبة في بلدة قباطية، مما أدى إلى استشهاد شابين، وبعد دقائق قليلة، استهدفت غارة جديدة دراجة نارية في جنين، ما أسفر عن مقتل شابين آخرين.
 

تصعيد إسرائيلي واسع في الضفة منذ حرب غزة

تزايدت أعمال العنف في الضفة الغربية بشكل كبير منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، حيث كثّفت القوات الإسرائيلية من عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين، خصوصًا في جنين ونابلس والخليل.

ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد قتلت القوات الإسرائيلية 877 فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ بدء الحرب، بينهم نساء وأطفال، بينما تشير الأرقام الإسرائيلية إلى مقتل 30 إسرائيليًا في عمليات فلسطينية خلال الفترة نفسها.

إسرائيل تبرر القصف.. ووزير الدفاع يتوعد بالمزيد

وخلال زيارة أجراها لمخيم جنين للاجئين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الهجوم المستمر على المدينة يهدف إلى تدمير "البنية التحتية للإرهاب"، على حد تعبيره، زاعمًا أن "إيران تموّل وتسلّح الجماعات الفلسطينية في الضفة الغربية".

وأضاف كاتس:

"سنواصل عملياتنا حتى القضاء على التهديدات في جنين، ولن نسمح بتحويلها إلى قاعدة للإرهاب".

استمرار الغارات والقمع في أنحاء الضفة

لم يكن هذا القصف الإسرائيلي على جنين هو الأول هذا الأسبوع، إذ شهدت مدينة طمون شمال الضفة الغربية، الأربعاء، غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 10 فلسطينيين، قالت إسرائيل إنهم "مسلحون"، فيما أكدت مصادر محلية أن من بينهم مدنيين.

كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الخميس أن القوات الإسرائيلية اغتالت فلسطينيين اثنين في جنين، في عملية أسفرت أيضًا عن مقتل جندي إسرائيلي، بحسب الجيش الإسرائيلي.

هل تتجه الضفة إلى تصعيد مفتوح؟

مع استمرار التصعيد الإسرائيلي، يواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة مرحلة خطيرة من القمع العسكري المكثف، حيث يستخدم الجيش الإسرائيلي المسيّرات، والقصف الجوي، واقتحامات المدن والمخيمات في عملياته.

في المقابل، تتصاعد ردود الفعل الغاضبة من الفلسطينيين، وسط دعوات للتصعيد الشعبي والمقاومة في وجه الاحتلال، ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت الضفة الغربية تتجه نحو انتفاضة جديدة، أم أن الضغوط الدولية ستتمكن من احتواء الأزمة قبل انفجارها؟