في تصعيد جديد لحملتها القمعية ضد الأصوات الحرة، أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من النظام الإيراني، على اختطاف الشاعر الشعبي البارز صالح مقبل قاسم السوادي، أحد أبرز شعراء مديرية الحدا في محافظة ذمار، جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.

وتم اقتياد السوادي إلى جهة مجهولة دون الإفصاح عن أسباب الاختطاف أو توجيه أي تهم رسمية ضده، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار في الأوساط الثقافية والسياسية اليمنية.

ووفقًا لمصادر محلية، فإن عملية الاختطاف تأتي في إطار حملة قمعية متواصلة تشنها المليشيات الحوثية، المصنفة دوليًا على قوائم الإرهاب، ضد كل من يعارض سياساتها أو ينتقد انتهاكاتها.

وقد أثارت هذه الحادثة مخاوف جدية حول سلامة الشاعر السوادي ومصيره، خاصة في ظل سجل مليشيا الحوثي الأسود في التعامل مع المعتقلين، والذي يتضمن حالات تعذيب واختفاء قسري.

ويُعرف الشاعر صالح مقبل السوادي بمواقفه الجريئة وانتقاداته اللاذعة لانتهاكات مليشيا الحوثي، حيث استخدم قصائده الشعبية لتوثيق قضايا المجتمع وتسليط الضوء على الأحداث السياسية والاجتماعية بأسلوب مؤثر لاقى صدى واسعًا داخل اليمن وخارجه.

وكانت قصائده تعبيرًا صادقًا عن معاناة الشعب اليمني تحت وطأة الصراع الدائر، مما جعله هدفًا للقمع من قبل المليشيات التي لا تتسامح مع أي صوت معارض.

وتأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد انتهاكات مليشيا الحوثي ضد المدنيين والنشطاء، حيث قامت خلال السنوات الأخيرة بإلقاء القبض على العشرات من النشطاء والمدنيين لمجرد انتقادهم لسياسات الجماعة أو المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية.

وقد أدت هذه الممارسات إلى تدهور حريات التعبير والحقوق الأساسية في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، مما دفع العديد من المنظمات الحقوقية إلى إدانة هذه الانتهاكات المتكررة.

من جانبها، دعت منظمات حقوقية محلية ودولية إلى الإفراج الفوري عن الشاعر السوادي وكافة المعتقلين السياسيين، مؤكدة على ضرورة احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية في اليمن.

كما طالبت بفتح تحقيق دولي مستقل في انتهاكات مليشيا الحوثي، والتي تشمل التعذيب والاختفاء القسري واستهداف المدنيين.

ويواجه اليمن حاليًا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تفاقمت معاناة السكان بسبب الصراع الدائر وانعدام الأمن الغذائي وانهيار الخدمات الأساسية.

وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن مليشيا الحوثي تواصل سعيها لقمع أي صوت معارض، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويؤخر أي أمل في تحقيق السلام والاستقرار.

وتظل قضية اختطاف الشاعر صالح مقبل السوادي شاهدة على الوضع المأساوي الذي يعيشه اليمن، حيث تُسحق الحريات وتُكمم الأفواه تحت وطأة الصراع السياسي والعسكري.

وفي الوقت الذي يتطلع فيه العالم إلى إنهاء هذه الأزمة، تبقى الحاجة ملحة لدعم الجهود الدولية لإحلال السلام وإنهاء معاناة الشعب اليمني.