غزة.. في زحمة الدمار هل تعبر قاطرة الإعمار؟ - الخليج الان

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: غزة.. في زحمة الدمار هل تعبر قاطرة الإعمار؟ - الخليج الان اليوم الأحد 2 فبراير 2025 12:51 صباحاً

لا يحتاج المشهد الذي خلّفته الحرب في قطاع غزة إلى كثير تمعّن كي تنجلي خباياه وخفاياه، فغزة المنهكة والمتعبة والمحاصرة، لم تنجُ من تداعيات الدمار الكبير الذي هز أركانها، ولا أهلها سيكونون قادرين على مغادرة ما انتهت إليه المواجهة الدامية.

ما حدث على مدار 15 شهراً، لن يمر ببساطة على واقع غزة الجديد، فأهلها الذين لا حول لهم ولا قوة سيأخذون موقع المتفرج، فبعد أن سكتت المدافع، وعادت غزة إلى عهدة أهلها، يدخل الغزيون درباً جديداً، لا يعرف أحد إلى أين سيقود.

إنها حالة خراب ودمار، لم يسبق وأن ضربت بمثل هذه القسوة، لدرجة استعصت على الاستيعاب، وأضفت بعداً سريالياً عند أهالي غزة، إذ ثمة معركة جديدة سيخوضون غمارها، حتى يتيقنوا بأن الحرب قد ولّت بالفعل، إنها مرحلة البناء والإعمار، ومن شأنها أن تسبغ عليهم ثوب الحياة.

وخلّفت الحرب دماراً هائلاً، وأرقاماً مرعبة على مستوى أنقاض المباني المهدمة في قطاع غزة، زادت عن 243600 وحدة سكنية، وربما جردة حساب كهذه، ستكون عصية على الفهم وخارجة عن المألوف، لا سيما وأن احتمالات الوقوف على الحقائق والمعطيات الحقيقية قد تبخرت، بعد مسح أحياء كاملة عن الخريطة.

وانجلت حرب غزة عن نحو 42 مليون طن من الركام، ما يكفي لملء خط من شاحنات الركام يمتد من نيويورك إلى سنغافورة (وفق تقارير دولية) وقد يستغرق إزالة كل تلك الأنقاض من (10 - 15 عاماً)، وفقاً لمبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وبتكلفة تزيد على 700 مليون دولار.

ليس من رأى كمن سمع، فالمبعوث الأمريكي الذي زار غزة بعد أن هدأت الحرب، قال في شهادته: «الناس هنا يعودون ويغادرون، ومدى الضرر مذهل حقاً، لم يبق شيء من غزة».

وكانت تقارير سابقة للبنك الدولي قدرت تكلفة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في قطاع غزة بنحو 18.5 مليار دولار، وباتت الأسئلة الأكثر شيوعاً: هل ستعود غزة إلى ما كانت عليه قبل الحرب؟.. وعلى وقع الدعوات للبدء بإعادة الإعمار، هل ستخرج هذه الفكرة المقدرة تكاليفها بنحو 80 مليار دولار إلى حيز التنفيذ، بعدما أصبح القطاع عبارة عن 42 مليون طن من الأنقاض؟.

في الانتظار

وفق خبراء ومراقبين، فالدمار الهائل الذي أحدثته الحرب في قطاع غزة وطال كل شيء، ومن ضمنه المنازل والمصانع والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والبنية التحتية، ما حوّلها إلى أطلال، يتطلب المزيد من التفاصيل والتأصيل، بما يفسح المجال أمام مساعي البناء والإعمار كي تشق طريقها.

وتبدو إعادة إعمار دمار الحرب صعبة وبالغة التعقيد، فاستناداً إلى تقرير معمّق لوكالة «بلومبرغ» فقد تضررت أكثر من 70 % من مساكن ومنشآت قطاع غزة، فيما تقول منظمات الإغاثة الإنسانية العاملة في غزة، إن معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، فقدوا منازلهم.

ويقول رئيس الوزراء الفلسطيني محمـد مصطفى، إن إعادة بناء غزة واستعادة حياة سكانها، تتطلب إصلاحاً كاملاً للبنية الأساسية، منوهاً إلى أن حكومته تعمل مع جهات دولية عدة، لتأمين مساكن طارئة للسكان، بالتزامن مع الإعمار.

ثمن باهظ

ولم تتضح الصورة بعد، حول من سيدفع فاتورة إعمار غزة، فواقع الدمار لا يزال صادماً، وما شاهده العالم في قطاع غزة، لم يشاهده أحد عبر التاريخ، حسب ما أفادت تقارير عدة لدراسات إعادة إعمار القطاع. وهكذا دخل قطاع غزة في مواجهة من نوع جديد، ومع أسلحة غير تلك التي كانت تقتلهم وتدمر منازلهم في لحظة، إنها أسلحة قتل ثلاثية الأبعاد، الدمار والتشريد والمعاناة. وبهذا المعنى فمن المؤكد أن إعادة إعمار غزة ستكون باهظة، وما يزيد الأمور صعوبة وتعقيداً أن مواقع البناء يجب أن تكون خالية من السكان، الأمر الذي سينتج عنه موجة أخرى من النزوح الطوعي، ما يعني أن أهل غزة سيكافحون مع إعادة الإعمار لسنوات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق