تمكن بنك الطعام في نيويورك من الحصول على كمية كبيرة من سمك السلمون الطازج بلغت 13 ألف سمكة، ولكن المفاجأة كانت أن الأسماك كانت لا تزال حية.

جاءت هذه الكمية الهائلة من مزرعة سمك السلمون "LocalCoho"، التي ستغلق أبوابها قريبًا في مدينة أوبورن الصغيرة شمال الولاية. كانت المزرعة ترغب في التبرع بـ 40 ألف رطل (حوالي 18100 كيلوغرام) من سمك السلمون الكوهو إلى بنك الطعام في وسط نيويورك، وهو مصدر غني بالبروتين عالي الجودة يمكن أن يطعم آلاف الأسر.

لكن التحدي كان أن الأسماك كانت لا تزال حية وتسبح في أحواض المزرعة الكبيرة. كان على المنظمات أن تجد طريقة لاستخراج حوالي 13 ألف سمكة سلمون من المياه، ثم معالجتها وتحويلها إلى شرائح مجمدة لتوزيعها على مخازن الأغذية الإقليمية. وكان الوقت ضيقًا، حيث ستتوقف شركة "LocalCoho" عن العمل يوم الجمعة المقبل.

بفضل جهود العشرات من المتطوعين الذين انضموا لمساعدة الموظفين في صيد الأسماك، تمكن الفريق من إفراغ الخزانات في غضون أسابيع وتبريد أطنان من الأسماك استعدادًا لشحنها.

قال براين ماكمينوس، كبير مسؤولي العمليات في بنك الطعام: "حقيقة أننا لم يكن لدينا سوى أسابيع لتنفيذ هذا الأمر زادت من حدة التوتر والقلق قليلاً. لكنني كنت أعلم أن لدينا الإرادة والخبرة".

يُعد التعامل مع مشكلة إهدار الغذاء تحديًا كبيرًا في الولايات المتحدة وحول العالم. فأكثر من ثلث الغذاء المنتج في الولايات المتحدة لا يتم تناوله، وينتهي به المطاف في مكبات النفايات. وفي هذا السياق، كان التبرع بأسماك السلمون الحية فرصة لتحويل هذا المصدر الغذائي القيم إلى وجبات تغذي المحتاجين.

في الأيام الأخيرة قبل الإغلاق، خاض العمال في المياه التي يصل عمقها إلى الركب لملء شبكاتهم بأسماك السلمون.

كانت كريستينا هدسون كولر واحدة من المتطوعين الذين ارتدوا ملابس واقية وقفازات للإمساك بالشباك المحملة بالأسماك وتفريغها في حاويات التخزين المبردة.

قالت كولر خلال استراحة: "الأمر مختلف بعض الشيء. في الماضي، كان عملي التطوعي مع بنك الطعام يتلخص في فرز الجزر أو الفلفل، أو جمع البذور من الحقول".

كانت شركة "LocalCoho" شركة ناشئة تعمل على تطوير نظام مستدام لتربية سمك السلمون باستخدام المياه المعاد تدويرها. وكانت منشأتها الواقعة غرب سيراكيوز تورد سمك السلمون الكوهو لتجار الجملة والتجزئة، بما في ذلك مطاعم السوشي الراقية في مانهاتن، بهدف إنشاء مزارع إقليمية في جميع أنحاء البلاد. لكن مسؤولي الشركة قالوا إنهم لم يتمكنوا من جمع رأسمال كافٍ للتوسع وتحقيق الربح، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار الإغلاق.

مع اقتراب موعد الإغلاق، قال مدير المزرعة آدم كرامرسيك إنهم لم يرغبوا في أن تذهب الأسماك هدرًا أو تُستخدم كوقود حيوي. لذلك، تواصلوا مع بنك الطعام لمعرفة إمكانية التبرع بالأسماك كغذاء. قال كرامرسيك: "أعتقد أن هذه هي العبارة الصحيحة".

كانت شركة "LocalCoho" قادرة على معالجة حوالي 600 سمكة أسبوعيًا يدويًا، لكنها كانت تواجه تحديًا كبيرًا مع وجود أقل من شهر لتطهير الخزانات من أضعاف هذا العدد من الأسماك. كان ماكمينوس متحمسًا للحصول على هذا الكم الهائل من الأسماك، ولكنه كان قلقًا أيضًا من التحدي اللوجستي. فبينما كان بنك الطعام معتادًا على توزيع المأكولات البحرية المعلبة أو المجمدة، إلا أنه لم يكن مجهزًا للتعامل مع الأسماك الطازجة. كيف يمكنهم تحويل آلاف الأسماك إلى شرائح مجمدة في وقت قصير؟

قال كرامرسيك إن الأمر تطلب "أطنانًا من الخدمات اللوجستية". استعان بنك الطعام بـ 42 متطوعًا للمساعدة، وعرضت شركة محلية تمتلك شاحنات مبردة، وهي شركة "براون كاربونيك"، شحن الأسماك مجانًا إلى مصنع معالجة على بعد ساعة في روتشستر. كما تطوع موظفو "LocalCoho" لإنجاز المهمة في الوقت المحدد.

قال أندرو كاتزر، مدير المشتريات في بنك الطعام: "العديد من الشركات التي ستغلق أبوابها ستكون على هذا النحو: خذ ما يمكنك الحصول عليه، وسنبذل قصارى جهدنا. أعني أنهم يعملون بجدية أكبر".

تمت معالجة سمك السلمون وتجميده بسرعة، ومن المقرر توزيعه قريبًا على 243 مخزنًا للأغذية، بالإضافة إلى مطابخ الحساء والملاجئ والمؤسسات الأخرى في شبكة بنك الطعام. ومن المتوقع أن يوفر هذا الصيد أكثر من 26 ألف وجبة من البروتين الذي يصعب الحصول عليه للجوعى.

قال ماكمينوس: "البروتين الحيواني مرغوب للغاية. نحن نعلم أن الناس يحتاجون إليه للتغذية، ومن الصعب الحصول عليه. لذا فإن هذا سيحدث تأثيرًا كبيرًا جدًا". وأضاف: "لا أتوقع أن يستمر هذا الوضع لفترة طويلة. لقد تناولنا سمك السلمون من قبل، ولكن ليس بهذه الطريقة".