في فيلم وثائقي جديد بعنوان "Swiped: The School that Banned Smartphones"، تم عرض تجربة مثيرة شارك فيها الزوجان إيما ومات ويليس، مقدمي برنامج Love Is Blind UK، إلى جانب مجموعة من الطلاب، لدراسة تأثيرات التوقف عن استخدام الهواتف الذكية لمدة ثلاثة أسابيع. الفيلم الوثائقي، الذي تم بثه على القناة الرابعة، كشف عن سبعة تأثيرات صادمة للهواتف الذكية على الدماغ والحياة اليومية.

مع تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية في كل جانب من جوانب حياتنا، أصبحت هذه الأجهزة جزءًا لا يتجزأ من روتيننا اليومي، بل إن الكثيرين ينامون وهواتفهم بجانبهم. لكن التجربة أظهرت أن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يمكن أن يكون له عواقب سلبية كبيرة على الصحة العقلية والجسدية.

خلال التجربة، تمت دراسة مجموعة من الطلاب الذين تخلوا عن هواتفهم لمدة 21 يومًا، حيث خضعوا لسلسلة من الاختبارات المعرفية التي قاست انتباههم، وذاكرتهم، ووقت رد فعلهم. كما شارك الزوجان ويليس في التخلي عن هواتفهما لنفس الفترة.

النتائج المذهلة للتجربة:

تحسن في النوم: وجد الدكتور رانجان تشاترجي، أحد الخبراء المشاركين في التجربة، أن الطلاب حصلوا على ساعة إضافية من النوم كل ليلة بعد التوقف عن استخدام الهواتف الذكية.

تأثيرات على المادة الرمادية:

حذر الدكتور تشاترجي من أن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يمكن أن يؤدي إلى فقدان المادة الرمادية في الدماغ، وهي نسيج حيوي مسؤول عن الوظائف العقلية، والذاكرة، والحركة، والعواطف.

تأثيرات على الصحة النفسية:

أظهرت التجربة أن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يمكن أن يؤدي إلى زيادة القلق والاكتئاب، كما يؤثر سلبًا على المزاج والقدرة على التواصل الاجتماعي.

تأثيرات على الانتباه والإدراك:

أظهرت الاختبارات أن التوقف عن استخدام الهواتف الذكية قد يحسن من الانتباه والقدرات المعرفية لدى الشباب.

تحذيرات الخبراء:

أكد الدكتور تشاترجي أن التكنولوجيا تسللت إلى حياة الأطفال بشكل كبير دون وجود ضوابط كافية، مما قد يكون له عواقب سلبية على المجتمع ككل.

وأضاف: "هذه واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في عصرنا، ونحتاج إلى بدء حوار وطني حول كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل مفيد دون الإضرار بصحة أطفالنا".

من جانبها، قالت البروفيسورة ليزا هندرسون والدكتورة إيما سوليفان، الباحثتان في جامعة يورك، إن هذه التجربة الفريدة تساعد في فهم التأثيرات النفسية للهواتف الذكية على الشباب، وكيف يمكن للآباء والمعلمين خلق بيئات آمنة للأطفال.

وأكدتا على أهمية وضع تشريعات وضمانات لحماية الشباب من الآثار السلبية المحتملة.

التجربة أظهرت أن التوقف عن استخدام الهواتف الذكية، حتى لفترة قصيرة، يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على النوم، والصحة النفسية، والقدرات المعرفية.

ويبقى السؤال الأكبر: كيف يمكننا تحقيق التوازن بين فوائد التكنولوجيا وتجنب أضرارها؟ هذا ما تسعى التجربة إلى الإجابة عنه، مع دعوة لفتح حوار واسع حول استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول.

يذكر أن مات ويليس هو موسيقي بريطاني وعضو في فرقة Busted، بينما إيما ويليس هي مقدمة برامج تلفزيونية معروفة في المملكة المتحدة، والثنائي متزوج منذ ما يقرب من 20 عامًا ولديهما خبرة واسعة في برامج الواقع.