تمر الاستثمارات الصينية في قطاع البطاريات بالمغرب بمرحلة من الضبابية بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وفقًا لما أوردته صحيفة لوموند الفرنسية. 

ويعود ذلك إلى التوجه الأمريكي نحو تشديد القيود على دخول البطاريات الصينية إلى الأسواق الأمريكية، حتى لو تم تصنيعها في دول أخرى، هذا الوضع قد يؤثر على الاستثمارات الصينية المتزايدة في المغرب، خاصة مشروع غوشن لإقامة مصنع بطاريات في القنيطرة بحلول عام 2026، ما يثير مخاوف من احتمال فرض قيود أمريكية على هذه المشاريع.

من ناحية أخرى، لفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ماركو روبيو، يراقب بقلق الشراكة المغربية-الصينية، نظرًا لمواقفه المتشددة تجاه الاستثمارات الصينية، كما أوضحت أن واشنطن قد ترى في هذه المشاريع وسيلة غير مباشرة للالتفاف على الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية، وهو ما قد يؤدي إلى فرض قيود إضافية، ورغم امتلاك شركة فولكسفاغن الألمانية حصة في غوشن، فإن المسؤولين الأمريكيين يعتبرون أن النفوذ الصيني لا يزال حاضرًا بقوة داخلها.

وعلى الرغم من هذه العقبات، أكدت الصحيفة أن التأثير المحتمل للضغوط الأمريكية قد يكون محدودًا، نظرًا لأن معظم الاستثمارات الصينية في المغرب موجهة نحو السوق الأوروبية، ويرجع ذلك إلى اتفاقية التجارة الحرة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والتي توفر للمملكة منفذًا تجاريًا مستقرًا. كما أن القطاع الصناعي، خاصة في القنيطرة وطنجة، يعتمد بشكل أساسي على التصدير إلى أوروبا، مما يحدّ من تأثير القرارات الأمريكية المحتملة على مستقبل هذه الاستثمارات.