نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: طبيب صيني يعمل في الرشيدية يشارك اكتشافه لأمر مثير مع وسائل الإعلام في بكين - الخليج الان اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 07:11 مساءً
في تصريحات خاصة لوسائل الإعلام في بكين، شارك الطبيب الصيني وانغ دان، المتخصص في التخدير والذي يعمل ضمن بعثة طبية صينية في مدينة الرشيدية، تجربة غير متوقعة أثارت دهشته منذ وصوله إلى المغرب. فقد لاحظ، بعد شهرين من العمل في المنطقة، أن سكانها يتمتعون بلياقة بدنية مذهلة تفوق بكثير ما كان يتوقعه بناءً على تجاربه السابقة في الصين.
ويروي الطبيب كيف فوجئ، خلال عمليات التخدير والإنعاش، بسرعة تعافي المرضى المغاربة، سواء كانوا بالغين أو أطفالًا. وأوضح أن الطرق المتبعة في الصين تقتضي الحذر الشديد بعد العمليات الجراحية، حيث يُبقى المرضى على أجهزة التنفس الاصطناعي لفترة حتى يتم التأكد من قدرتهم على التنفس الذاتي. إلا أن ما رآه في الرشيدية كان مختلفًا تمامًا، إذ يتم فصل المريض عن جهاز التنفس بمجرد انتهاء الجراحة، دون أن يؤدي ذلك إلى أي انخفاض مقلق في نسبة الأكسجين. هذا الأمر شكّل له صدمة مهنية وجعله يدرك أن البنية الجسدية للمغاربة تمنحهم قدرة استثنائية على التحمل والتعافي السريع.
ولم تتوقف ملاحظات وانغ عند حدود المستشفى، بل امتدت إلى الحياة اليومية للسكان. ففي أحد الأيام، شاهد مباراة كرة قدم محلية استمرت لأكثر من ساعة دون توقف، حيث بذل اللاعبون مجهودًا بدنيًا هائلًا. وأكثر ما أثار استغرابه هو مشاركة بعض الأطر الصحية، الذين يعملون معه في المستشفى، في المباراة، رغم التزاماتهم المهنية. والأدهى أنهم يمارسون الرياضة بحماس أربع مرات أسبوعيًا، وهو أمر نادر الحدوث في الصين، حتى بين الرياضيين الهواة.
كما لاحظ الطبيب أن الأطفال في المنطقة يقضون معظم وقتهم في الهواء الطلق، يركضون، يركبون الدراجات، ويمارسون كرة القدم في ظروف قد تبدو للبعض صعبة. ففي إحدى القرى النائية، شاهد مجموعة من الأطفال حفاة الأقدام يلعبون الكرة بحماس، غير آبهين بحالة الأرض. وفي مشهد آخر، رأى صبيًا صغيرًا يقود دراجة هوائية قديمة تحمل كيسًا كبيرًا من الدقيق، وكأن الأمر بالنسبة له مجرد نشاط يومي عادي. مشاهد كهذه دفعته للتساؤل عن سبب عدم تمتع الأطفال في الصين بنفس مستوى اللياقة.
وحسب تحليل الطبيب، فإن السر لا يكمن فقط في العوامل الوراثية، بل في نمط الحياة النشط الذي يتبعه المغاربة منذ الصغر. فالابتعاد عن الشاشات، والمشاركة المستمرة في الأنشطة الحركية، والتعرض المنتظم لأشعة الشمس، كلها عوامل تسهم في بناء أجساد قوية قادرة على مواجهة التحديات الصحية بسهولة. كما لاحظ أمرًا آخر لافتًا، وهو قلة انتشار النظارات الطبية بين السكان مقارنة بالصين، مرجحًا أن يكون لذلك علاقة بالنشاط الخارجي المستمر الذي يعزز صحة العيون.
وفي ختام حديثه، أعرب الطبيب الصيني عن إعجابه العميق بهذه الثقافة الصحية الطبيعية، متمنيًا أن يتبنى الأطفال في الصين نمط حياة أكثر نشاطًا يعزز لياقتهم البدنية. واختتم حديثه بمثل صيني يقول: "الجسد هو رأس مال الإنسان"، مؤكدًا أن الحفاظ عليه لا يكون فقط بالتغذية الجيدة، بل أيضًا بالحركة والنشاط اليومي المستمر.
0 تعليق